[الحبشة تهدد مصر بمنع زيادة النيل سنة ٨٤٧]
لأستاذ جليل
المفاوضات والمخاوضات بين (الحليفة) بريطانيا! و (الجارة) إيطاليا! (يا جارتا ما أنت جارة!) - بعثتني على أن انشر في (الرسالة) الغراء هذه الكلمة ذات العنوان تبصرة وذكرى
قال شاعرنا شوقي:
فمصر الرياض، وسودانها ... عيون الرياض وخلجانها
وما هو ماء ولكنه ... وريد الحياة وشريانها
تتمم مصر ينابيعه ... كما تمم العين إنسانها
وأهلوه منذ جرى عذبه ... عشيرة مصر وجيرانها
إذا لم يعتقد المصري أن السودان مصر وأن مصر السودان، وإذا لم يؤمن بوحدة وجودهما
أنا من أهوى ومن أهوى أنا ... نحن روحان حللنا بدنا
فإذا أبصرته أبصرتني ... وإذا أبصرتني أبصرتنا
إذا تّبدي حبيبي ... بأي عين أراه؟
بعينه لا بعيني ... فما يراه سواه
فإن المصري إذا لم يعتقد ذلك الاعتقاد، ويؤمن بتلك (الوحدة) إيمانه بالله ورسوله وقرآنه فهو كافر حقُّ كافرٍ بالمصرية. وما أريد في هذه الكلمة أن أثبت أن الكون حقيقة وليس بوهم، وأن شمساً في السماء تطلع علينا كل يوم، فإن البديهيات اليقينيات هن بديهيات يقينيات
وليس يصح في الأفهام شئ ... إذا احتاج النهار إلى دليل
وبعد فهذا خبر في كتاب (التبر المسبوك) للعلامة (السخاوي) في الصفحة (٧٠) في رسالة من (النجاشي) ملك الحبشة إلى الملك الظاهر (جقمق) ملك مصر المعظم في سنة (٨٤٧) أرويه ليتلوه المصري متبصراً فيه، مفكراً في بعد مراميه.
قال النجاشي متهدداً متوعداً:
(وليس يخفى عليكم ولا على سلطانكم أن بحر النيل ينجرُّ إليكم من بلادنا، ولنا الاستطاعة