سمعتك عن طريق المذياع وسمعك معي ألف وملايين، سمعتك تقول:
(نحن لا نعرف كيف نقضي أوقاتِ فراغنا)
بنصب كلمة (أوقات) بالكسرة، كأنك تظنها جمع مؤنث سالماً، وكان المفهوم عندي منذ أعوام طوال أن (أوقات) جمع تكسير لا جمع تصحيح
وقد نظرتُ في أصل كلمة (وقت) مرة ومرتين ومرات بعد إذ رأيتك تنصب (أوقات) بالكسرة نيابةً عن الفتحة فلم يصح عندي أن على حق، مع الاعتراف بأن الخطأ لا يجوز على مثلك في مثل هذه الشئون!
فهل لك أن تتفضل فترشدني إلى الصواب، ولك من الله الأجر والثواب؟
أما إذا اعترفت بأن الحق معي لا معك في إعراب كلمة (أوقات) فسيكون ذلك فرصة للتوبة مما أسرفتُ في محاسبتك بالمقالات التي جاوزت العشرين، إن كان الجهر بقول الحق يستوجب المتاب
وتفضل - يا حضرة العميد - بقبول التحية من الصديق القديم
زكي مبارك
السفاح أم المهدي ولقب أبي جعفر وابنه محمد
قرأت في الرسالة المحبوبة ما دبجته براعة الأساتذة الكرام حول لقب السفاح في عددها ٣٤٦ و٣٤٩ وكان لكل من حضراتهم رأى قد استصوبه فيما ارتآه. إلا أنهم ومن كتب حول لقب السفاح والمنصور حتى المستشرقين ومن أخذ عنهم ما اهتدوا إلى المصادر التي فيها ما يبتغون. وأما أنا وأعوذ باله من قول (أنا) ما زلت أستقصي منذ أكثر من عشر سنوات ولا زلت بقصد تأليف كتيب قد أسميه (الثورة العباسية) وقد توصلت في مبحثي إلى ما جعلني أطمئن بصحته، وبه أرجو أن أكون قد اهتديت إلى معرفة اللقب الذي طالت المناقشة حوله. كما أنني لا ادعي أنني قد أصبت الهدف المقصود، وإنما كلي أمل في أن