للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[المقاصد الصهيونية]

للأستاذ نقولا الحداد

ورد لي كتاب على يد مجلة (الرسالة) بإمضاء حسن (وبس)، وليس فيه عنوان مرسله سوى إنه من المنصورة. ويقول كاتبه إنه مسلم، وأنه طالب في مدرسة الكامل. والله اعلم. ويقول أن سنه ١٦ سنة. ولكن عظته لي عظة ٣٦ سنة متواضعة لطيفة رقيقة. وفحواها أنه (لا فرق بين اليهودي والمسيحي والمسلم)، وهو يتمنى تحقيق ذلك الحلم السعيد الذي نرى فيه الشعوب جميعاً شعباً واحداً، وان اليهود ما هم إلا آدميون مثلنا. فلا يجوز أن نأخذهم بجريرة أجدادهم. إلى غير ذلك من الأماني التي يتمناها كل واحد من الناس.

مرحى يا بني! أشكر لك عظيم الشكر حسن ظنك بي، وعطفك لخالص على اليهود، واعترافك لهم بأنهم بشر مثلنا. وكان يحسن بك أن تبعث بهذه العظة إلى السيد جمال الحسيني الذي ذهب إلى لايك سكسس لكي يناقش هيئة الأمم بأنهم بشر مثلنا عاشوا في البلاد آمنين مسترزقين، ولكنه يرى أن صهيوني فلسطين الوافدين عليها من مشرديهم في أوربا بالكي يمتلكونها أرضاً وشعباً ودولة؛ هؤلاء ليس بشر بل أبالسة.

نحن لا نكره اليهود، ولكنهم هم يكرهوننا، ويلقبوننا بالجوييم البهائم، وكلمة الجوييم هذه تطلق على كل من ليس يهودياً، وقد عاشوا بين الجوييم في فلسطين وغيرها قروناً وأبواب الرزق مفتوحة على مصاريعها، والقلوب مفتوحة لمحبتهم وإكرامهم، لأن مسيحنا قال: (أحبوا أعدائكم) فكيف بالأصدقاء؟ وقد تبرع لهم مسيحيو أمريكا باثنين وسبعين مليوناً من الريالات ليستعين بها المتشردون في أوربا، فإذا بهم ينفقونها في فلسطين لمكايدة العرب! وفي قرآنكم الكريم: (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، أدفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌ حميم)؛ وأما هم فيقولون إنه يحل لهم كل ما يملك الجوييم، يعنون النصارى والمسلمين والوثنيين على السواء من عهد موسى عليه السلام إلى اليوم والغد. وسلوكهم اليوم ناطق بهذه الأبيات الأنانية ومطابق لمنهاج استنوه لأنفسهم يعادون به الأمم، ويهيئون أنفسهم لدولة عليا تسود الدول جمعاء وتستعبد الشعوب.

نحن لا ندين اليهود بما قاله موسى، بل ندين الصهيونيين بما قاله حكمائهم في مواثيقهم، أي البروتوكولات التي سننشر ما نقتطفه منها تباعاً مما يدل على ما يبيتونه للجويين أمثالي

<<  <  ج:
ص:  >  >>