للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الولايات المتحدة الأمريكية]

سياستنا الخارجية

للأستاذ أبو الفتوح عطيفة

- ٢ -

هذا هو عنوان رسالة وجهها الرئيس ترومان إلى الشعب الأمريكي محاولاُ أن يشرح سياسة الولايات المتحدة الخارجية والأسس التي بنيت عليها

ومن الخير لنا نحن الشرقيين أن نعرف هذه السياسة وان نحاول الوقوف على كنهها. ذلك أن العالم الآن اصبح وحدة متماسكة الأجزاء ولن تستطيع أمة أن تعيش بمعزل عن العالم. كذلك أرى من واجبنا نحن الشرقيين أن نقف العالم على حقيقة آمالنا وأمانينا، وأمريكا أمة لها تأثير كبير في السياسة الدولية وهي ما تزال إلى الآن انظف الأمم التي تحرك العالم، فواجب علينا أن نناقش سياستها الخارجية وان نواجهها بحقيقة آمالنا وأمانينا وهي مطالب عادلة: وإننا نريد أن نعيش أحراراُ في بلادنا لانبغى إثماُ ولا عدوانا، ولكننا لن نتوانى عن الوقوف في وجه من يهدد أمنا وسلامنا وحريتنا واستقلالنا

ولست ازعم إنني سأنقل إلى القارئ ترجمة كاملة لهذه الرسالة القيمة، ولكني سأحاول فقط تبيان الخطوط الرئيسية التي تهدف إليها السياسة الخارجية الأمريكية

أسسها:

يقول الرئيس ترومان في رسالته (لم يعد هناك فارق حقيقي بين شؤوننا الداخلية والخارجية، فإن كل شئ نعمله: من جباية الضرائب وإنفاقها، والطريقة التي نفض بها الخلافات الداخلية والخارجية، وما تكتبه جرائدنا، وما تذيعه محطات إذاعتنا، كل هذه لا تؤثر في سلامتنا الداخلية فقط، ولكنها ذات تأثير كبير خارج الولايات المتحدة. ومن هذه الأمور جميعاُ تتكون الشخصية الأمريكية والخلق الأمريكي، وعليها تتوقف كرامة الولايات المتحدة وشرفها، ومنها جميعاُ تنشأ سياستنا الخارجية إن السياسة ما هي إلا تعبير إرادة الأمة ورغبات الشعب، أو بعبارة أخرى أن سياستنا توضح حقيقة أنفسنا وحقيقة احتياجاتنا)

وقد تغيرت سياسة الولايات المتحدة الخارجية منذ قيامها سنة١٧٧٦ ولكن التراث الأمريكي

<<  <  ج:
ص:  >  >>