حديث اليوم عن الجزء الأول من (المنتخبات) وهو مختار ما نشر في (الجريدة) من ٢٥ إبريل سنة ١٩٠٨ إلى ٥ سبتمبر سنة ١٩١٢، بقلم الأستاذ الجليل أحمد لطفي السيد باشا مدير الجامعة المصرية.
وجامع هذه (المنتخبات) هو الأستاذ إسماعيل مظهر المحرر بالمجمع اللغوي، وهو باحث معروف بالتعمق والاستقصاء، وقد بذل جهوداً محمودة في الصحافة والترجمة والتأليف، فمن العقوق أن تمر هذه المناسبة بدون أن نخصه بكلمة ثناء، وإنه لخليق بكل إعزاز وإجلال، أسبغ الله عليه ثوب العافية، وكتب له دوام التوفيق فيما يعالج من الدراسات الأدبية والعلمية!
ثم أقول إن الأستاذ إسماعيل مظهر أشار بكلمات قصار إلى أنه آثر أن يخرج هذه (المنتخبات) بدون مقدمة (ذلك بأن المؤلف يجل عن أن يقدم له كاتب من أبناء هذا الأهل) ولم أفهم المراد من (هذا الأهل) ولعله يريد (هذا الجيل)، وللعبارة وجه، ولكنه لا يخرجه عن الإغراب في غير موجب للإغراب.
ويظهر أن هذا الصديق يفهم أن مقدمات المطبوعات لا يراد بها إلا التنويه بأقدار المؤلفين؛ ومن هنا صح عنده أن لطفي السيد غنيُّ عن التعريف، فهو أجلّ من أن يقدم له كاتب من أبناء هذا الجيل.
ولو تأمل لعرف أن المقدمات يراد بها أيضاً شرح أغراض المؤلفين، والنص على مذاهبهم في فهم الحياة وسياسة المجتمع، وبذلك يكون من الواجب أن يقدَّم لمنتخبات لطفي السيد،