للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

الصداقات بين الأدباء

جاء في آخر مقال (الصداقات بين الأدباء) للأستاذ العقاد المنشور في عدد الرسالة رقم (٤٦٥) ما يلي:

(فهل يعني الأستاذ - يعني الأستاذ توفيق الحكيم - شعراء البحيرة في إنجلترا؟ هل يعني صداقة شلي وبيرون هناك؟ هل يعني صداقة جيتي وشلر بين شعراء الألمان؟ هل يعني صداقة تولستوي وتورجنيف وديستفسكي بين عظماء الأدب العالميين من الروسيين؟)

وقد وجدنا في هذه النهاية استرسالا يتجاوز الحقيقة نفصله فيما يلي:

١ - لم يكن اللورد بيرون من شعراء البحيرة في إنجلترا. وكانت المدرسة الأدبية التي دعيت نسبة إلى منطقة البحيرة والتي أسسها الشاعر (وردز ورث) لوجود بيته في تلك المنطقة تضم (سوثي صموئيل تيلور كوليردج دي كوينزي

٢ - لم يكن شلي أيضاً من شعراء البحيرة، وإنما كان له اتصال غير مباشر بسبب وجود مسكنه في تلك المقاطعة، وكان بذلك مثل (سكوت، وكارليل، ومسز هيمانز، ومتيو أرنولد، وإدوارد فتزجرالد، وتنسون، وجري، وشارلس لامب)

٣ - إذا كان يعني الأستاذ العقاد بقوله (هناك)، أي (بإنجلترا) دون تحديد لمنطقة البحيرة، فهذا يتجاوز الحقيقة أيضاً؛ ذلك لأن الشاعرين بيرون وشلي لم يتفق لهما الالتقاء في أي مكان بإنجلترا، ثم لم يقم بينهما أي اتصال أدبي أو مراسلة تشير إلى معرفة أو صداقة. وما قدِّر لهما الالتقاء إلا في سويسرا أول مرة وذلك في شهر مايو سنة ١٨١٦، عندما كان بيرون قد ترك إنجلترا للمرة الأخيرة. وكلاهما لم يعد إلى وطنه بعد ذلك التاريخ. ذلك أن شلي توفي في إيطاليا سنة ١٨٢٢، واللورد بيرون توفي في اليونان سنة ١٨٢٤

والقضية الثانية تتعلق بما أورده عن صداقات تورجنيف وتولستوي ودستيوفسكي من مشاهير الأدب الروسي. وهذه الصداقة لا تنطبق على الواقع، بل لعلها أقرب إلى العداء بين بعضهم

١ - لم تكن هنالك صداقة بين تولستوي وتورجنيف. ولم يتجاوز الأمر إعجاب تورجنيف تولستوي. غير أن تولستوي لم يبادله إعجاباً بإعجاب بل كافأه عليه بالإهمال والكره، ولعل

<<  <  ج:
ص:  >  >>