صدر أخيراً في السويد كتاب جديد عن المسألة الحبشية بقلم شخصية كانت تشغل في الحبشة حتى الغزوة الإيطالية المكانة الأولى، تلك هي شخصية الجنرال فرجين السويدي مستشار إمبراطور الحبشة السياسي والعسكري من مايو سنة ٩٣٤ إلى ديسمبر سنة ٩٣٥، وقد ذاع اسم الجنرال فرجين أثناء الحرب الحبشية، وكاد وجوده إلى جانب الإمبراطور في بدء الهجوم الإيطالي يؤدي إلى اضطراب العلائق السياسية بين إيطاليا والسويد؛ ذلك أن الجنرال فرجين عين مستشاراً للإمبراطور بواسطة حكومته، وكان تعببنه حلقة اتصال قوي بين الحبشة والسويد، وكان يوجد في الحبشة في بدء الهجوم الإيطالي عدة ضباط من السويد يعملون لتنظيم جيش النجاشي، وكانت المعامل السويدية تصدر الأسلحة والذخائر إلى الحبشة، ولكن السويد رأت في النهاية أن تبتعد عن التدخل في هذه المغامرة فأمرت الجنرال فرجين وزملاءه بالانسحاب من الحبشة.
والكتاب الذي ألفه الجنرال فرجين بالسويدية، وترجم أخيراً إلى الإنكليزية عنوانه الحبشة كما عرفتها وفيه يعرض الجنرال إلى الظروف والحوادث التي انتهت بهجوم إيطاليا على الحبشة، ويفصل حوادث الغزو حتى ديسمبر الماضي أي إلى انسحابه من ميدان الحوادث، وربما كان هذا القسم الأخير هو أهم أقسام الكتاب، ففيه يسرد الجنرال كل المقدمات والوسائل التي تذرعت بها إيطاليا لتنفيذ اعتدائها، ويقول إنه لم يكن جافياً أن إيطاليا تدبر هذا الاعتداء منذ زمن طويل، وأنها أرسلت قبل وقوع الاعتداء بعامين عدة من الرسل والمندوبين بصفة قناصل في طول الحبشة وعرضها؛ واشتغل هؤلاء ببث الدعاية لإيطاليا وكسب ولاء القبائل والزعماء بالرشوة والوعود، واشتغلوا أيضاً بتدبير المشاكل والمشاغبات مع السلطات المحلية لإثارة الخواطر وتحدي الإمبراطور.
ومن جهة أخرى، فقد عملت إيطاليا من جانبها على إذاعة دعوى قوية في أنحاء أوربا والعالم كله ضد الحبشة وصورتها بصورة أمة همجية تهدد باستعداداتها الحربية مركز البيض في أفريقية، وتدبر الاعتداء على مستعمراتها، وأنه يجب على أوربا أن تشد أزر إيطاليا في موقفها وفي محاولتها أن تحمي مركز البيض في أفريقية، وأن تحمل رسالة