للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الترجمة]

خطرها وأثرها في الأمم المختلفة

للدكتور عبد العزيز عزت

٢ - عند الرومان

ونجد أثر الرواقيين والأكاديمية الجديدة في كل كتبه الأخرى وعلى الخصوص في (غايات الخير والشر) وهو أهم كتاب لشيشرون بإجماع مؤرخي الفلسفة، ويشرح فيه الأخلاق النظرية، وهي ترتكز على حرية الإرادة التي تتضمن سياسة النفس الفردية وانسجامها مع منطق المجتمع البشري، وتفهم إرادة الوجود العالمي الذي فيه الإنسان جزء بسيط في مرتبة الكائنات المختلفة التي تتسلسل في درجات متصاعدة حتى تبلغ القداسة السماوية. كذلك في كتابه الواجبات ويشرح فيه الأخلاق العملية معلناً أن مغريات الحياة الخارجية أعراض زائلة يجب الزهد فيها، ويجب التماس النافع منها لتقوية روح الإنسان لفعل الخير ومقاومة الشهوات الجامحة والانفعالات الثائرة، كي يصل الإنسان إلى تلك الجنة النفسية الداخلية التي يصورها الرواقيون في تفكر الفلاسفة والحكماء، وكذلك في (طبيعة الآلهة) حيث يعرض للإِلهيات والطبيعة. وبينما يتأثر في الجزء الأول منها بأبيقور ومذهبه في اللذة في مجال الأخلاق وفلسفة الطبيعة عامة، يتأثر في الجزء الثاني بفلسفة الرواقيين من حيث خلق العالم وترتيب نظامه وعناصره ومخلوقاته، ثم هرمه وتناقصه حتى المبدأ الفطري الأول حيث تحصل الطهارة ويخلق العالم من جديد وتتم دورة نظامه. وهو أهم هذه الأجزاء لأنه يبسط آراء كريزيب وكلبانت، وفي الجزء الثالث يحدثنا كوتا عن آراء أرسطو

وبجوار ذلك ترجم شيشرون الكتب الآتية من أولها لآخرها وهي كتاب لزينوفون، (ولقد ضاعت هذه الترجمة) وكتاب البروثا جوراس لأفلاطون وهي من كتب عهد الصبا حيث يتأثر أفلاطون بتعاليم سقراط الأخلاقية إذ يتساءل فيها عن صفات الفضيلة: أهي طبيعية فينا أم هي مكتسبة بالتعلم والتمرين والعادة؟ (ولقد ضاعت هذه الترجمة)، وترجم لأفلاطون كذلك كتابه العظيم الخالد، الذي يلخص كل فلسفته وكل العلم اليوناني حتى زمان أفلاطون

<<  <  ج:
ص:  >  >>