لا! بل يجب أن نحرر أنفسنا من نير حواسنا
ونعملَ لنصرتها على ميولنا الفانية!
يجب أن تكون حياتنا هذه موتاً طويلاً!
إن حياتنا معركة، والموت انتصار لنا فيها!
إن الأرض لدار يطهر فيها الإنسان نفسه؛
فعليه، وهو فيها على عتبة الموت قد تجرد عن حواسه،
أن يقذف إلى النار بثوبه المدنس
قبل أن يتقدم بروحه، ضحيةً طاهرةً
إلى الآلهة الزكية في الدار الصالحة!
إنهم (الأشخاص الصالحين) يلحقون بالأبطال والآلهة لدى الإشارة الأولى!
يلحقون بهم في السماء حيث لا يوجد موت!
إنهم يلحقون بهؤلاء الذين دمروا شهواتهم إبان حياتهم القصيرة
فأخضعوا المادة للعقل وأذلوها له.
هؤلاء الذين خضعوا للشرائع والقانون،
وأصغوا إلى صوت ضميرهم الداخلي،
واتبعوا طريقاً سوياً بعيداً عن الناس،
وخدموا الآلهة وعبدوها، وفي ذلك أصل الفضيلة،
وأحبوا الحقيقة، وتألموا للفضيلة،
فاستعادوا حريتهم من الآلهة ابنة السماء
أحمد محمد عيتاني
عضو بعثة جمعية المقاصد في معهد التربية