(إلى تلك السيدة الجليلة التي تقدمت تريد التطوع في صفوف المجاهدين وقدمت أبناءها الأربعة للذود عن حياض مصر، وإلى كل امرأة مجاهدة في سبيل مصر، أقدم هذه الصفحة الخالدة.)
ع. ع
عندما بلغ (نابليون) أوج عظمته، وأرتفع إلى مصاف الأباطرة ووصلت فرنسا إلى ذروة المجد، كان قد وصل (شارل الرابع) ملك إسبانيا إلى درجة كبيرة من الضعف والتخاذل، ولم يكن أبنه (فرديناند) أحسن منه حالا، فقد كان متسما بالضعف والتخاذل وقلة الحيلة. فأراد نابليون أن يولي على إسبانيا أخاه (جوزيف) وكان الفربيون يحتلون إسبانيا في ذلك الوقت، فخلع (شارل) وأجلس أخاه مكانه بغير رغبة أهل البلاد وتحت ضغط السيطرة والقوة
ولكن الإسبانيين اللذين كان يغلى مرجل الغضب في نفوسهم على الغاصب المحتل ولا يجدون من يرفع الغطاء لينفجر المرجل في وجوه المستعمرين، فكان خلع (شارل) وتولية (جوز يف) بمثابة رفع الصمام، فهب الشعب الإسباني يذود عن كرامته، وهب معه النبلاء والأمراء، برغم معارضتهم لسياسة (شارل)، وصمم الجميع على الدفاع عن بلادهم والموت في سبيل استقلالهم، غير عابثين لما للعدو من عدة وعدد، فثار ثائر الفرنسيين وأرادوا سحق هذا الشعب الذي تجرأ على عصيان نابليون العظيم.
وتجمع في مدينة (سرقوسة) بعض الضباط والجنود من أبناء المدينة وصمموا على ملاقاة العدو والدفاع عن كل شبر من إسبانيا مادام فيهم دم يجري. ومع أن مدينة (سرقوسة) ليست من المناعة بحيث تستطيع الوقوف في وجه جيوش نابليون التي حطمت كل ما صادفها من حصون ومعاقل، فإن أهلها أخذوا يعدونها للمقاومة والصمود في وجه العدو بهمة لا تعرف الكال