يعتقد جمهور الناس أن الحيوانات (ومن بينها الإنسان) والنباتات والجمادات يختلف كل منها عن الآخر اختلافاً جوهرياً كلياً. وكانوا يعلموننا في المدارس أن هناك عالم الحيوان وعالم النبات وعالم الجماد، وأن كلاً منها مستقل تمام الاستقلال عن غيره. ولا شك في أن من يلقي نظرة سطحية عليها يجد أنها تختلف في الظاهر. فالحيوان يتحرك، والنبات ينمو، والجماد يبدو كأنه ثابت لا يتغير. ولكن الذي ينعم النظر ويدقق على ضوء الاكتشافات العلمية الحديثة يتضح له أن هذه كلها اختلافات ظاهرية لا حقيقة لها في الواقع
ونقصر اليوم حديثنا على وحدة النباتات والحيوانات (ومنها الإنسان) والصفات المشتركة بينهما وهي مميزات الحياة بعينها. ونبحث في مقال قادم عن وحدة الأحياء عموماً (الحيوانات والنباتات والجمادات) لنستخلص من ذلك ماهية الحياة وكنهها وكيف أنه ظاهرة طبيعية مثل باقي ظواهر الطبيعة. ثم نشرح في مقال آخر كيفية ظهورها على الأرض بفعل العوامل الطبيعية، وعلى الأخص طاقة الشمس التي كانت تشتمل في ذلك الماضي البعيد جداً على الكثير من الأشعة فوق البنفسجية وعلى إشعاعات أخرى أكثر مما تحتوي عليه الآن. وأخيراً نتكلم عن المواد المتوسطة بين الأحياء والجمادات كالخمائر الذائبة في الماء وكالمعادن الغروية المدهشة التي تتصرف مثل الكائنات الحية في أهم أحوالها
مميزات الحياة المشتركة بين الحيوانات والنباتات
نطلق على جميع الحيوانات (ومن بينها الإنسان) وجميع النباتات اسم (الأحياء) أو (الكائنات الحية). ونقول عن كل فرد منها إنه (حي). وهذا يدل على أنها تشترك جميعها في بعض صفات وظواهر هي التي تميز الحياة وتجمع بين الكائنات الحية على اختلاف طوائفها وأنواعها وأفرادها. كالشكل النوعي، والتكوين الخلوي، والتركيب الكيميائي، والتغذي، والتنفس، والتحرك الذاتي والتطور الفردي والنوعي. وسيرى القارئ أن هذه