ويصف لنا ياقوت أهم أنهارها وبحيراتها وقد زار بحيرة طبرية مراراً ويكشف لنا عن مشروع ري عظيم يجمع بين نهري الأردن واليرموك فتسقي مياهها الغور والبثنية (وهي الناحية الواقفة على الضفة اليسرى من الأردن بعد جريانه من بحيرة طبرية) كما يذكر لنا زراعة قصب السكر في هذه المنطقة وتصدير السكّر إلىسائر بلاد الشرق، ويروى لنا ما قاله الشعراء في هذه الأماكن.
فيقول عن الأردن في (ج١ - ص١٨٦) وطبرية على طرف جبل يشرف على هذه البحيرة، فهذا النهر أعني الأردن الكبير بينه وبين طبرية البحيرة. وأما الأردن الصغير فهو نهر يأخذ من بحيرة طبرية ويمر نحو الجنوب في وسط الغور فيسقي ضياع الغور. وأكثر مستغلهم السكّر، ومنها يحمل إلىسائر بلاد الشرق وعليه قرى كثيرة منها بَيْسا، وفراوا، وأريحا والعوجاء وغير ذلك.
(وعلى هذا النهر قرب طبرية قنطرة عظيمة ذات طاقات كثيرة تزيد على العشرين، ويجتمع هذا النهر ونهر اليرموك فيصيران نهراً واحداً فيسقي ضياع الغور وضياع البثلية ثم يمر حتى يصب في البحيرة المنتنة (البحر الميت) في طرف الغور الغربي (كذا)(الجنوبي).
وقال أبو دهلب أحد بني ربيعة بن قريع. . . بن تميم:
حنَّت قلوصي أمس بالأرُدن ... حنى فما ظَلمت أن تحنّى
حنَّت بأعلى صوتها المُرن ... في خَرعب ٍ أجشًّ مستجِن
فيه كتهزيم نواحى الشن
وقال عدى بن الرقاع العاملي:
لولا الإله وأهل الأردن اقتسمت ... نار الجماعة يوم المرج نيرانا