قالوا والأردن في لغة العرب النعاس، قال أبان الزبيري:
وقد علتني نعسة الأردن ... وَموهبُ مبر بها مُصن
والظاهر أن الأردن الشدة والغلبة، فإنه لا معنى لقوله (وقد علتني نعسة الأردن).
وقال المتنبي يمدح بدر بن عمار وكان قد ولى ثغور الأردن والساحل من قبل أبي بكر محمد بن واثق:
تهنا بصور أم تهنئها بكا ... وقل الذي صور وأنت له لكا
وما صغر الأردن والساحل الذي ... حبيت به إلا إلىجنب قد ركا
تحاسدت البلدان حتى لو أنها ... نفوس لسار الشرق والغرب نحوكا
وأصبح مصر لا تكون أميره ... ولو أنه ذو مقلة وفم بكا.
وحدث اليزيدي قال خرجنا مع المأمون في خرجته إلىبلاد الروم فرأيت جارية عربية في هودج. فلما رأتني قالت يا يزيدي أنشدني شعراً حتى أصنع فيه لحناً فإنشدت:
ماذا بقلبي من دوام الخفق ... إذا رأيت لمعان البرق
من أقبل الأردن أو دمشق ... لأن من أهوى بذاك الأفق
ذاك الذي يملك منى رقّ ... ولست أبغي م حييت عتقي
قال فتنفست تنفساً ظننت أن ضلوعها قد تقصفت منه، فقلت هدا والله تنفس ما شق. فقالت أسكت ويلك أنا أعشق والله، لقد نظرت نظرة مريبة فادعاها من أهل المجلس عشرون رأساً ظريفاً (معجم ياقوت ج١ - ١٨٥).
وجاء في شذرات الذهب (ج٦ - ٢٧٣) في حوادث سنة ٧٨٢هـ أن برقوق أمر ببناء جسر الشريعة (الأردن) بطريق الشام وجاء طوله مائة وعشرين ذراعاً وانتفع الناس به. وفي الشذرات أيضاً (٧ - ص٧) لما بنى الجسر قال فيه شمس الدين محمد المزين:
بنى سلطاننا للناس جسراً ... بأمر والوجوه له مطيعة
مجازاً في الحقيقة للبرابا ... وأمراً بالسلوك على الشريعة
وفي رواية أخرى بنى سلطاننا برقوق، والأنام بدل الوجوه والمرور بدل السلوك.
وعلى الأردن خمسة جسور هي من الشمال إلىالجنوب: جسر بنات يعقوب، وجسر المحامع، وجسر الشيخ حسين، وجسر اللنبي، وهو الذي يوصل طريق القدس بعمان، وله