أما بحيراتها، فقد جاء ذكر الحولة، بأنها كوره بين بانياس وصور وأنها أي ناحية الحولة ذات قرى كثيرة من إحداها كان الحارث الكذاب الذي ادعى النبوة أيام عبد الملك بن مروان وكان هذا من أهل دمشق وكان له أب بالحولة (معجم البلدان٣ - ٣٦٨).
ويقول عن بحيرة طبرية إنه رآها مراراً وهي كالبركة يحيط بها الجبل ويصب فيها فضلات أنهر كثيرة تجئ من جهة بانياس وينفصل فيها نهر عظيم فيسقي أرض الأردن الأصغر وهو بلاد الغور ويصب في البحيرة المنتنة (البحر الميت) قرب أريحا. ومدينة طبرية في لحف الجبل مشرفة على البحيرة ماؤها عذب شروب ليس بصادق الحلاوة ثقيل، وإياها أراد المتنبي يصف الأسد:
أمعفر الليث الهزبر بسوطه ... لمن ادخّرت الصارم المصقولا
وقعت على الأردن منه بلية ... نضدت لها هام الرفاق تلولا
وَردُ إذا ورد البيحرة شارباً ... ورد الفرات زئيره والنيلا
(راجع معجم ياقوت ج٢ - ٨٠).
أما عن البحر الميت، أو بحر لوط، أو زُغر كما يسميها فيفول أن زغر أسم بنت لوط، نزلت بهذه القرية فسميت بها. قال حاتم الطائي:
سقى الله رب الناس سحاً وديمة ... جنوب السراة من مآب إلىزُغر
بلاد إمرىء لا يعرف الدم بيته ... له المشرب الصافي ولا يطعم الكدر
وقد جاء ذكرها في حديث الحساسة، وهذه في وادي وخم رديء في أشأم بقعة، إنما يسكنه أهله لأجل الوطن وقد يهيج فيهم في بعض الأعوام مرض فيفني كل من فيه أو أكثرهم. (معجم البلدان٤ - ٣٩٣) والأرجح أن المرض الذي يشير إليهياقوت إنما هو الملاريا.
أما عن الأنهر الصغيرة فيذكر نهر أبي فطرس أو نهر فطرس (العوجا، وهو تحريف كلمة انتبياترس المدينة التي ينبع هذا النهر بالقرب منه.) فيقول ياقوت، موضع قرب الرملة من أرض فلسطين مخرجه من أعين في الجبل المتصل بنابلس ويصب في البحر الملح (البحر المتوسط) بين يدي مدينتي ارسوف ويافا وبه كانت وقعة عبد الله بن العباس مع بني أمية فقتلهم في سنة ١٣٢هـ، وهي السنة التي زال فيها ملك الأمويين وقامت فيه دولة