المدائن أو مدائن كسرى اسم لطائفة من المدن قامت على جانبي دجلة في عهد الدولة الساسانية. أعظمها على الشاطئ الشرقي طيسفون، وتخص باسم المدائن في التاريخ الإسلامي. وهي محلتان: المدينة العتيقة إلى الشمال وهي مدينة قديمة قامت قبل عهد الساسانيين وكان بها القصر الأبيض الذي بناه بعض المتأخرين من الاشكانيين أو الأوائل من الساسانيين، والمحلة الجنوبية تسمى اسفانبر وكان بها القصر الذي عرف عند العرب باسم (إيوان كسرى) ويظن أن بانيه سابور الأول (٢٤١ - ٢٧٢ م)
وقد اضمحلت المدائن على مر الزمان حتى لم يبقى منها في القرن السابع الهجري إلا قرية صغيرة حملت هذا الاسم العظيم، يقول ياقوت:(فأما في وقتنا هذا فالمسمى بهذا الاسم بليدة شبيهة بالقرية بينها وبين بغداد ستة فراسخ. وأهلها فلاحون يزرعون ويحصدون والغالب على أهلها التشيع على مذهب الإمامية) وليس في موضع المدائن الشرقية اليوم إلا قرية صغيرة جداً فيها مسجد سلمان الفارسي رضي الله عنه على نحو ٣٠ كيلو إلى الجنوب الشرقي من بغداد.
وعلى مقربة من هذه القرية التي تسمى (سلمان باك) أي سليمان المطهر، يرى اليوم (طاق كسرى) وهو الذي سماه العرب والفرس في العهد الإسلامي إيوان كسرى أو إيوان المدائن. وهو بقية من بنية عظيمة بناها سابور الأول وعمرها كسرى أنوشروان وتدل الخرائب حول هذا الطاق أن البناء كان ٤٠٠ متر في عرض ٣٠٠، ويظن أن البناء كله بقى إلى عهد العباسيين، وأن المنصور أو الرشيد حاول أن يهدمه ثم كف عنه. ثم تعاورته غير الزمان حتى لم يبق منه في القرن السابع الهجري إلا الإيوان. يقول ياقوت في الكلام عن الإيوان:(رأيته وقد بقى منه طاق الإيوان حسب) وقد بقى هذا الطاق وجناحان من البناء على جانبيه يمتدان زهاء مائة متر إلى زمن قريب. ثم انقض الجناح الشمالي (٥ أبريل سنة ١٨٨٨ م) وبقى الإيوان وجناحه الأيسر. وظاهر من بقية هذا الجدار أن علوه كان نحو ٢٥ مترا وأن القصر كان ذا ثلاث طبقات. وقد سقط بعض سقف الطاق وجداره