استفاضت المجلات الأوربية في الأسابيع الأخيرة في الحديث عن السينما والأفلام التي تعرضها، وكان الحديث هذه المرة جد غاية الجد، انطوى على تقدير ومراجعة العوامل التي تصيب المجتمع نتيجة لموضوعات هذه الأفلام.
وكانت الصحف الفرنسية الأسبوعية أكثر الصحف شغلاً لهذه الآثار الاجتماعية والاخلاقية، وتطرق الحديث إلى الشباب والشابات قبل سن المراهقة وأبانها، ومدى أثر الأفلام وموضوعاتها في شخصيته وكيانه، ونتائج الهامة المترتبة على ذلك في محيط الحياة العامة
وكانت إحدى المجلات الفرنسية قد قامت باستفتاء ضخم منذ عدة شهور في موضوع (السينما والشباب)، وتدفع إلى المعصية والخطيئة والإجرام.
وقدمت صحف أخرى إحصاءات ظهر منها أن ٩٠ % من الأفلام المعروضة تنطوي قصصها على القتل والإجرام والاختلاس والإغراء والزنى والنصب والاحتيال.
وبذلك أصبح موضوع النتائج الاجتماعية للسينما والأفلام من الموضوعات الجديرة بالاهتمام في مصر، بعد أن لقيت مثل هذه الرعاية في البلاد الأوربية التي ابتدعت هذا الفن.
ولاشك أننا في الشرق قد بدئنا نحس مدى الخطر الضخم الذي يجتاح المجتمع نتيجة للأفلام المعروضة، والتي لا هدف لها ولا سياسة ثابتة توجهها.
وكان من الضروري - والفلم جزء من الثقافة العالمية - أن يشغل أمره بال المصلحين والكتاب والباحثين
ولست أشك لحظة في أن عنصر التسلية والمتعة، والخروج من النفس والجد، هو أبرز ما يهدف إليه القائمون على العمل السينمائي، غير أن ذلك لا يحول مطلقاً دون تقدير المدى الذي تستطيع أن تهضمه عقليات المراهقين والشبان والفتيات، مما له أبعد الأثر في تكوين السلوك الفردي والعقد النفسية.
وإذا كانت الشاشة تستجيب لرغبات الجماهير - في بعض الأحيان ألا أنه من الممكن اليسير أن يحاط ذلك بقيود تهدف إلى المحافظة على قواعد الخلق وتقاليد المجتمع.