للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ولسنا نطمع في أن تكون الشاشة موجهة مؤثرة منافحة عن المثل العليا في الخلق، أو عن الأمجاد الرفيعة المستمدة من التاريخ والماضي، ولكنا نريدها على أقل تقدير كريمة وطنية بحيث لا تطغى عليها الناحية المادية التجارية التي يحرص عليها الممولون، فتكون هدفها الأول والأخير

ويبقى أن كتابة القصة السينمائية وحبكتها الفنية، وبراعة عرضها، كل هذا كفيل بأن يكسبها أكبر عدد من المعجبين، ويدر على أصحابها الربح بصرف النظر عن العوامل المصطنعة التي يغرى بها فريق قليل من النظارة

وأنا لنرجو أن تنال هذه الصيحات الأوربية اهتمام المشرفين على السينما في مصر فيحرص على أن يتفادوا الآثار النفسية الإجرامية أو الآثمة، وأن يحولوا دون كل ما من شأنه إبراز معنى الغواية، وهي خطيرة الأثر على الشاب والشابة المراهقين.

وأنا لنرجو أن يتسع الميدان أمام العاملين، فلا يقصر عن المعاني الضيقة والأوهام والشهوات بعد أن خطت الأفلام الغربية خطواتها في مضمار الثقافة والتوجيه، وعرفت بأنها جميعها بلا استثناء تحمل فكرة معينة مدروسة.

وإذا كان الأوربيون اليوم يدرسون تبعات السينما وأثارها الخطيرة في المجتمع، فنحن أولى - ونحن نجري وراءهم دائماً - أن نأخذ عنهم هذه الخطوة دون أن نخشى أن نتهم بالرجعية أو القصور.

والسينمائي الناجح كالطبيب الماهر، يعرض الأداء ويصف الدواء، ويستطيع أن يحشد عوامل الإيحاء والسيكولوجية والفن في تحويل نفسية المريض وإقناعه.

ولا أظن أننا في كبير حاجة إلى هذه الاستعراضات الراقصة التي يتمسك بها المنتجون، وقد ظهرت أفلام دون أن تحشر هذه المناظر المبتذلة، فنجحت نجاحاً منقطع النظير، وقيل عنها في الخارج إنها رفعت رأس مصر عالياً، بعد أن كانت مصر متهمة بإنتاج الألوان الغثة وحدها

وجدير بالشاشة في مصر والشرق أن تحرص على عرض أمجاد الشرق ومحاسنه، ليكون ذلك - على الأقل رداً علي على ما تحرص عليه الأفلام الغربية من تشويه تاريخ الشرق ومسخه، ووضعه في صورة من ألف ليلة وليلة. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>