للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

٣ - ابن خُرداذَبهَ

للأستاذ كوركيس عواد

لقد تطرق غير واحد من الكتبة والمؤلفين الأقدمين إلى ذكر هذا الكتاب، والكشف عن محاسنه ومساوئه. من ذلك ما حكاه المسعودي بشأنه، نورده هنا استتماماً للموضوع، وإظهاراً لرأي مؤرخ وبلدانيّ جليل، ارتآه في كتاب ثمين تتداوله الأيدي في يومنا. قال المسعودي:

(وقد ذكر عُبيْد الله بن خرداذبه، في كتابه المترجم بالمسالك والممالك، أن الطريق من موضع كذا إلى كذا مقدار كذا من المسافة، ولم يخبر من الملوك والممالك، ولا فائدة في معرفة المسافات والطريق، إذ كان ذلك من عمل الفتوح وحمال الخرائط والكتب. وذكر أيضاً أن خراج طساسيج العراق كذا وكذا من المال، وهذا ما ينخفض ويرتفع ويقل ويكثر على حسب الأحوال وتصرف الأزمان، وإن جبل العَرْج الذي بين مكة والمدينة متصل ببلاد الشام، إلا أن وصله بالجبل الأقرع من بلاد إنطاكية وإن ذلك متصل بجبل الآكام هذا عجيب من قوله، أما تراه علّم أنّ أجزاء الأرض مماسة بعضها لبعض، متصلة غير منفصلة ولا متباينة مما بين بعضها ببعض إلا أن الأرض ذات وهاد وأنجاد وحدب. على أنه أحسن كتاب في هذا المعنى) أهـ. أو قوله الآخر في هذا الكتاب:

(ومن كتبه النفيسة، كتابه في المسالك والممالك، وغير ذلك مما إذا طلبته وجدته، وإن تفقدته حمدته)

أو قوله الثالث في هذا السفر عينه:

(. . . وقد صنف أحمد بن الطيب السرخسي، صاحب يعقوب بن إسحاق الكندي، كتاباً حسناً في المسالك والممالك والبحار والأنهار وأخبار البلدان وغيرها؛ وكذلك أبو عبد الله محمد بن أحمد الجيهاني، وزير نصر بن أحمد بن إسماعيل بن احمد ابن أسد صاحب خراسان، ألَّف كتاباً في صفة العالم وأخباره، وما فيه من العجائب والمدن والأمصار والبحار والأنهار والأمم ومساكنهم، وغير ذلك من الأخبار العجيبة والقصص الظريفة؛ وأبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن خرداذبه في كتابه المعروف بالمسالك والممالك، وهو أعم هذه الكتب شهرة في خواص الناس وعوامهم في وقتنا هذا)

<<  <  ج:
ص:  >  >>