للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وقد أشار ابن حوقل إلى هذا الكتاب إشارة خفيفة بقوله:

(ولا يقارب هذا التأليف عنده (عند قارئ الكتاب أو الناظر فيه. والكلام هنا على كتاب صورة الأرض) كتاب الجيهاني ولا يوافق رسم ابن خرَّاداذَبه. . .)

ولابن حوقل كلمة ثانية بشأن هذا الكتاب، إلى القارئ نصها: (وكان لا يفارقني كتاب ابن خرداذبة وكان الجيهاني وتذكرة أبي الفرج قدامة بن جعفر. وإذا الكتابان الأولان قد لزمني أن أستغفر الله من حملهما واشتغالي بهما عن ما يلزمني من توخي العلوم النافعة والسنن الواجبة. . .)!

ومن الآراء الطريفة التي وقفنا عليها بصدد هذا الكتاب، ما حكاه البشاري المقدسي بقوله، وهو رأي تفرد به: (ومن مفاخر كتابنا (يعني كتابه أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم) الإعراض عما ذكره غيرنا، وأوحش شيء في كتبهم ضد ما ذكرنا. ألا ترى أنك إذا نظرت في كتاب الجيهاني وجدته قد احتوى على جميع أصل ابن خرداذبة وبناه عليه، وإذا نظرت في كتاب ابن الفقيه، فكأنما أنت ناظر في كتاب الجاحظ والزيج الأعظم، وإذا نظرت في كتابنا وجدته نسيج وحده يتيماً في نظمه)

وكذلك ما ندد به البشاري المقدسي، حين قال:

(. . . وأما الجاحظ وابن خرداذبة، فإن كتابيهما (في المسالك والممالك) مختصران جداً لا يحصل منهما كثير فائدة. . .)

ومع ذلك، وجدنا المقدسي، ينقل غير مرة من كتاب ابن خرداذبة.

ولم يكن المقدسي الوحيد بين الكتبة الأقدمين الذين عرفوا كتاب المسالك والممالك ونقلوا عنه نقولاً مختلفة، بل هناك جماعة فعلوا فعله، نذكر منهم: ابن رسته، وابن الفقيه المهذاني، والمسعودي، وأبا الريحان البيروني، وياقوتاً الحموي، والشريف الإدريسي، والمقريزي، والقلقشندي.

أما ابن خرداذبة نفسه، فقد وجدناه ينقل أحاديث عن بعض معاصريه من ذلك قوله (المسالك والممالك ص ٤٨)؛ وخبرني الفضل ابن مروان، والفضل هذا رجل من أهل البردان بالعراق استكتبه المعتصم وبلغ مقاماً رفيعاً في الدولة، ثم تقلبت به الأحوال بين صعود وهبوط، فذكر الطبري أن المعتصم غضب عليه سنة ٢٢٠ وحبسه، ثم ذكر أن المتوكل

<<  <  ج:
ص:  >  >>