النبي العربي في طريقه إلى (الطائف)، وفي صحبته مولاه زيد ابن حارثة - كما يروي المقريزي وابن الأثير المؤرخ وكان الشهر يناير من سنة ٦٢٠ ميلادية، والثلج الأبيض الناصع يجلل ذرا جبل غزوان، وهو أبرد مكان في الحجاز. وقد شهد هذا العام وفاة اثنين من أعز أنصار النبي: عمه أبى طالب الذي كان يدفع عنه أذى المشركين، وزوجه خديجة أم المؤمنين التي وقفت بجانبه أربعة وعشرين عاماً وستة أشهر. ولم يبق له من أوفى الأوفياء إلا مولاه وربيبه زيد بن حارثة.
زيد:
يا نبي الهدى تلوح لعيني ... قمة كللت ببيض الثلوج
هي في الطائف الذي يتحلى ... بالروابي، ويزدهي بالمروج
قمة أشرفت على السهل والحز ... ن كإشراف شاهقات البروج
قد خرجنا بها إلى الله نبغي ... نصرة في سبيل هذا الخروج
إن في الواحة الخصيبة مأوى ... للمطايا، وراحة للحدوج
محمد:
هيا بنا إلى أشراف ثقيف في (الطائف) ندعوهم إلى الله!
زيد:
الله جارك حين تنتقل ... والله جارك حين ترتحل
يا ضارباً في الصبر أمثلة ... بك في الشدائد يضرب المثل
هان الطريق فسر عليه كما ... سارت على أشواكه الرسل!