للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[قصة المكروب]

كيف كشفه رجاله

ترجمة الدكتور أحمد زكي

وكيل كلية العلوم

هذه مقالات متفرقات شاعت في كثير من الأمم وقرأها الألوف الكثيرة من الناس، يربطها موضوع واحد، ويجري بها تسلس تاريخي واحد، كتبها العالم (بول دي كرويف) وقصد بها أن يكشف للجمهور بطريقة سهلة وفي لغة مؤاتية عن ذلك الصراع الذي بدأ منذ ثلاثة قرون بين الإنسان وبين المكروب، ويصف تلك الحرب الضروس التي قامت منذ حين قريب بيننا وبين هذه الاعداء الصغيرة التي عاشت من الأزل في رحابنا عيشة الاحلاف، وأقمت بين أظهرنا منذ كانت الحياة إقامة الأضياف، وفتكت بنا فتكا دونه فتك النار والحديد، تلك الجنود المجندة المروعة التي وجدنا أعظم خطرها في صغرها، وأشيد مراسها في دقتها، وأنكى دهائها في خفائها، سننشر قصتها تباعاً في الرسالة، وسيجدها القارئ المتتبع قصة على خطرها وعلى قرب مساسها بحياتنا، فيها ما في اقاصيص الادب من فرح ومن ألم، ومن فكاهة ومن مأساة، ومن غذاء للعاطفة الطبية لا يقصر عن غذاء يجسده في أقاصيص الحب وحكايات الغرام. فحكاية الصبر على المكاره ابتغاء تقع الإنسانية ومرضاة لوجه الله، حكايات لمن تخفق في تحريك القلوب الكريمة في الرجال الأكارم

المترجم

لوفن هو

أول غزاة المكروب

منذ قرنين ونصف نظر رجل خامل الذكر نكرة الاسم أول نظرة في عالم جديد غريب يسكنه ألوف الأجناس من أحياء صغيرة بالغة الصغر، يصفها وحشي ذو غداءٍ قتالٌ، وبعضها رفيق صديق نفاع، فكان هذا إيذاناً يفتح مبين أكبر خطر واجدى على الإنسان من قارة يكتشفها وجر يستعمرها

<<  <  ج:
ص:  >  >>