للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

قصة إسلامية:

شيخ الأندلس

منقولة عن الإنجليزية

بلقم الأديب وهبي إسماعيل حقي

(مهداة إلى صديقي وأخي السيد محمود علي عمرو مع

تقديري وإعجابي. . . . . .)

كان الشيخ إدريس بن أحمد يقيم في إحدى المدن الإسبانية الجميلة التي يزدان بها شاطئ البحر الأبيض المتوسط، ذلك البحر الذي كان يحق أن يطلق عليه في ذلك العهد (بحر المسلمين) فقد كانت مياهه تتدفق في أراضي إسلامية، وكانت أعلام المسلمين تخفق على شاطئيه بالعدل والحرية والإخاء والمساواة، وتملأ القلوب هيبة وتوفيراً للمؤمنين الذين عمرت أفئدتهم بالثقة بالله فملكوا الدنيا ودان لهم العالم.

وكان منزل الشيخ في الجانب الساحلي من تلك المدينة كعبة القاصد وملاذ المحتاج، وقد كان الشيخ واسع الغنى وافر الثروة، وقد اصطلح الناس على تسميته شيخ الأندلس لغناه الفاحش وثرائه العريض ولم يكن قد ورث الغنى عن آبائه ولا عن أجداده ولا كان من الذين ولدوا وفي أفواههم ملعقة من ذهب كما يقول المثل، ولكنه جمع هذه الثروة بجده وكده حتى أضحى الذهب يسيل من بين أصابعه.

ولد إدريس من أبوين فقيرين في جزيرة العرب، ونشأ في ظلال الحاجة وتربى في ربوع الفاقة، لكنه نشأ قوي الإيمان، صادق العزيمة، متين الخلق، وخاض معترك الحياة، لا يعرف الملل ولا يتطرق إليه اليأس حتى وصل إلى قمة المجد في الغنى والجاه ولكن في غير وطنه؛ فقد أبى الحظ أن يبتسم له في جزيرة العرب، وضن عليه حتى بلقمة الخبز يتبلع بها، فكان ينتقل بين المدن والقرى يبحث عن عمل يستدر منه قوت يومه، ولكن نحس الطالع كان يلازمه أينما حل، وسوء المصير كان يتعقبه حيثما سار، ومع ذلك لم يدع

<<  <  ج:
ص:  >  >>