نشكر للأستاذ الجليل صاحب مجلة الرسالة عنايته بإصلاح الأزهر، لأنا نعتقد أن عنايته بهذا الإصلاح ستكون من أكبر العوامل في تحقيقه، لما للرسالة من المكانة بين الناس عموماً، وبين الأزهريين خصوصاً.
وقد طلب الأستاذ الجليل من الكتاب أن يشرحوا الحوائل التي تعترض هذا الإصلاح، وتمنع الأستاذ المراغي من تنفيذ ما وضعه في ولايته الأولى على الأزهر، وهاأنذا أبين في إيجاز تلك الحوائل.
فإصلاح الأزهر على الوجه الذي يريده الأستاذ المراغي وغيره من المصلحين، يقتضي أن نفتح باب الاجتهاد في علومنا كلها، وفتح باب الاجتهاد في تلك العلوم يقضي على الكتب التي تدرس فيها من مئات السنين، والقضاء على تلك الكتب يقتضي خلق أزهر جديد، ويقضي على الأزهر القائم الآن، وهنا تعمل غريزة حب البقاء عملها، وتقف المصالح في سبيل الإصلاح، وهي مصالح الكثرة الغالبة في الأزهر، لأن أنصار الإصلاح بيننا قلة لا تذكر. وقد أراد الأستاذ المراغي أن ينفذ ذلك الإصلاح في ولايته الاولى، فوقفت تلك الكثرة في سبيله، وألجأته إلى ترك منصبه، فلم يشأ في هذه المرة إلا أن يلاين تلك الكثرة، ويتغاضى عن تنفيذ الإصلاح الذي يراه، حتى تتهيأ له الأسباب، فانصرفت النفوس عن الإصلاح تبعاً لانصرافه عنه، وصارت تعنى بأمور أخرى من الوظائف وما إليها، حتى استفحل الداء، وأعضل أمر الدواء.
ورأيي أن هذا الإصلاح لا يمكن تنفيذه بدون معونة الحكومة، فهي التي نفذت بالقوة أولى الخطوات فيه، وهي التي تستطيع بقوتها أن تنفذ هذه الخطوة الأخيرة منه.
(عالم)
تيسير الكتابة العربية
درست لجنة الأصول في مجمع فؤاد الأول للغة العربية مختلف المقترحات التي قدمت إليها في شأن تيسير الكتابة العربية وإدخال الشكل في صلب الحروف تخلصاً من الخطأ