للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تعقيبات]

للأستاذ أنور المعداوي

مع الفن الشهيد في العراق:

لا تعتب على أخيك أن تأخر في تقديم خالص شكره وشكر الشباب العراقي المثقف إليك على ذلك الموقف النبيل المشرف الذي وقفته من محنته على صفحات الرسالة، فلست ذلك الإنسان الذي سرعان ما ينسى الجميل ويتنكر لمعاني الوفاء؛ ولكن ثق أنني كنت في المستشفى أقاسي وخز الإبر وعذاب الداء. . . ولقد جاءت الرسالة وقرأ الناس تعقيبك الأول وكلمتك الثانية، فأعجبوا بهما شأن كل ما كتب، ثم نقلت الصحف العراقية كلمتك الموجهة إلى وزير المعارف معلقة وثمينة. . . وكان الثناء عاطراً عليك وعلى مصر، حتى لقد دفع بعض أصحاب النفوس المريضة إلى أن يفرغوا ما رسب في نفوسهم من أحقاد!

أما عن موقف وزارة المعارف العراقية فقد بقيت كعهدها الأول، صماء بكماء، ويظهر أنها تريد محاربة الأدباء لأنها تخشى انتشار الثقافة في العراق! ماذا أقول لك؟ لقد قلت كل شئ في هذه القصيدة التي تقص عليك أحزان النفس وأشجان الحياة. ألا توافقني بعد هذا كله على أنها يجب أن تكون (اللحن الأخير)؟ صدقني إنها تسمية صادقة، لأن الزورق المجهد يوشك أن يرسو على شواطئ الفناء!!

(بغداد - العراق)

عبد القادر رشيد الناصري

الشيء الذي كنت أنتظره وينتظره معي الناس، هو أن يتفضل معالي الأستاذ خليل كنه فيثبت لنا أنه إنسان. . . كنا ننتظر منه هذا المعنى الكبير، ولكنه أبى إلا أن يثبت لنا أنه وزير! ومن دلائل هذا الإثبات أن معالي الأستاذ قد أغمض عينيه فلم ينظر، وأعلق أذنيه فلم يسمع، وأطبق شفتيه فلم ينطق بكلمة واحدة تنقد الفن الشهيد وتنصف الحق المهضوم!!

إن القلم يتعثر في يدي وأنا أسجل هذه الحقيقة. هذه الحقيقة المرة التي تهمس في أذن التاريخ قائلة له: إن وزير المعارف قد آثر أن يكون من أصحاب المعالي على أن يكون من أصحاب الإنسانية، وفضل جاه المنصب وهو تقليد على فعل الخير وهو تخليد، وزهد كل

<<  <  ج:
ص:  >  >>