مؤلف هذا الكتاب ناظر لإحدى المدارس الحكومية بفلسطين قد اتجه في دراساته الخاصة نحو التاريخ العام فغدا مؤرخاً معروفاً في فلسطين يقدم للنشء والمكتبة العربية ثمار بحوثه وغرس ثقافته، والأستاذ العابدي بمؤلفه (معلومات مدنية) أسدى لا للنشء فحسب بل للمعلم أيضاً خدمة جليلة، وقد قسم مؤلفه إلى ثلاثة أقسام، فجعل الأول لتاريخ المجتمع الإنساني وتنظيماته من العصور الحجرية إلى نشوء نظام السوفيت في روسيا ويدخل فيه تنظيمات اليونان والرومان والعرب والقرون الوسطى والحكومات الأوروبية الحديثة. كل ذلك بتفصيل كاف عن حركة العمال في العالم
والقسم الثاني منه جعله الأستاذ العابدي للمقابلة بين الحكومات في إنكلترا والولايات المتحدة وفرنسا وسويسرا والمستعمرات وجمعية الأمم ودوائرها، وألم بهذه المواضع إلماماً مناسباً بحيث يخرج القارئ من هذه الموضوعات ولديه فكرة تاريخية واضحة عن الاصطلاحات السياسية، فقد وفى ذلك. قال المؤلف في مقدمة الكتاب (وفي كل يوم ترد الصحافة تعابير وكلمات كلجنة الانتدابات الدائمة، ومجلس عصبة الأمم والحماية والانتداب وتقرير المصير والدستور والنقابات والسوفيت والبرلمان وحكومة الاتحاد والسكرتير العام والنائب العام، لا يعرف حقيقتها معرفة متوسطة. ومن النقص على شعب يعد نفسه للتقدم والنهوض أن تجهل أكثريته مثل هذه المعلومات الأساسية، وهذا أول دافع دفعني لوضع هذا الكتاب) وفي هذا القسم بحث مستفيض عن أهم إدارات الحكومة النافعة للشعب كالتعليم والصحة والبوليس وواجبات الفرد وحقوقه
والقسم الثالث من هذا الكتاب جعله الأستاذ العابدي لحكومة فلسطين فهو ضروري لكل فلسطيني يريد أن يعرف كيف تدار بلاده، بل إن الاطلاع عليه ضرورة لكل عربي يؤمن بفكرة العروبة وكل مسلم تهمه شئون الإسلام حتى يقف على حالة هذه البلاد التعسة التي