أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب في جامعة فؤاد الأول
للأستاذ الكبير عباس محمود العقاد من سعة الاطلاع، ورجاحة الفكر، والتمكن من ناصية البيان، ما يتيح له علاج أي موضوع من موضوعات الآداب والعلوم علاج الإحصائي الأريب، ويسمو ببحوثه في نباهة الشأن، والمعية التحقيق إلى منزلة منقطعة النظير. وقد تجلت خصائصه هذه جميعاً في مقاله القيم بعدد الرسالة السابق عن كتابي (الأسرة والمجتمع) الذي ظهر أخيراً في مؤلفات (الجمعية الفلسفية المصرية).
غير أنني - إذ أبدي كبير إعجابي بكلمته الممتعة عن هذا الكتاب، وأقدم إليه جزيل الشكر لما وجهه إلى الكتاب وصاحبه من عبارات الإطراء والمديح، وبذله في دراسة مسائله من عناية مشكورة، ولما أبداه بصدد من ملاحظات قيمة تنم على دقة التأمل وعمق التفكير - أرى من الخير أن ألقي نظرة على بعض ما ورد في ملاحظاته من أمور تحتاج إلى مزيد من التوضيح.
فمن ذلك ما ذكره الأستاذ بصدد تماسك أجزاء الكتاب، وذلك إذ يقول:(ويظهر أن الكتاب قد ألف في أوقات متفرقة. أو كتب بعض فصوله بمعزل عن البعض الآخر، فتكررت فيه العبارات بمعنى واحد، وورد بعض الأسماء بألقاب مختلفة.
ولكنه على هذا مطرد السياق، متتابع الفصول، يتمم اللاحق منه ما سبقه من الأجزاء، وينتقل فيه القارئ من تمهيد، إلى مقدمة إلى نتيجة بغير انقطاع).
ولا أدري كيف تتوافر هذه الصفات الأخيرة في كتاب، ثم يُظن مع ذلك أن بعض فصوله قد كتبت بمعزل عن بعضها الآخر، أو أنه قد ألف في أوقات متفرقة؟! أما تكرار بعض العبارات في مواطن مختلفة من هذا الكتاب، فقد تعمدته تعمداً، ورأيت أن تماسك أجزاء المؤلف لا يستقيم بدونه. وذلك أنني قد عمدت إلى هذا التكرار في موضعين يظهر كليهما القصد وشدة المحافظة على ربط الأقسام بعضها ببعض.
أحدهما أنني قد ذكرت في المقدمة الحقائق الأساسية، أو (الفكرة التي سأعني باستخلاصها من بحثي لظواهر الأسرة. ثم كررت في الخاتمة هذه الحقائق نفسها، أو هذه