للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سليمان الحكيم]

لتوفيق الحكيم!

للأستاذ سيد قطب

- ١ -

(يبدو أن فصل النقد الفني هو الفصل المتخلف في كتاب الأدب العربي الحديث. وقد لمست هذا في المناسبة القريبة بين الأستاذ (دريني خشبة) وبيني كما لمسته من قبل مرات.

فنحن: إما أن نحب فنبالغ في الإطراء، وإما أن نكره فنبالغ في القدح، وإما أن نكسل فلا نستقصي عن عمل من نتصدى لهم بالنقد، وإما أن نتحكم بمزاجنا ونفرض تحكمنا على القراء!

وسأحاول في الفصول التي أقولها في النقد الأدبي لأعلام العصر الحديث أن أتوقى كل هذا بقدر المستطاع. والله يلهمنا طريق السداد)

هذه هي التمثيلية الخامسة لتوفيق الحكيم التي يستلهم فيها الكتب الدينية أو الأساطير. وقيمة استلهام هذه المصادر وأمثالها هي في الصورة الجديدة التي يجلوها الفنان، وفي ملء الفجوات التي يعني بها الفن وقد لا يعني بها الخبر ولا الأسطورة؛ وفي التعميم الذي يخرج بها من الجو المحدود والمناسبة العارضة إلى الجو العام والحقيقة الخالدة

وتمثيلية (سليمان الحكيم) مستلهمة من القرآن الكريم ومن التوراة ومن ألف ليلة وليلة. فلننظر في المواد الخامة التي كانت بين يدي المؤلف حين همّ أن يصوغ تمثيليته الجديدة، لنعرف كم استمد منها وكم زاد عليها؛ فتلك هي الخطوة الأولى في الوزن الفني لمثل هذا العمل

قصة سليمان وأخباره في القرآن الكريم في سورتي النمل وسبأ معروفة أو في متناول كل قارئ، فلست في حاجة أن أثبتها هنا، فأكتفي إذن بتسجيل نظرة القرآن إلى سليمان الحكيم؛ فهو نبي أوتي العلم والحكمة، ووهُب ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده، وعلم منطق الطير، وسخرت له الريح والجن والإنس

وأما قصته في التوراة فقد لا تكون في متناول القراء، فألخص هنا بعض ما يحتاجون إليه

<<  <  ج:
ص:  >  >>