للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

اتحاد دولي لضمان السلام

افتتحنا العدد ٣٣٦ من الرسالة الذي صدر بتاريخ ١١ ديسمبر سنة ١٩٣٩ بمقال عنوانه (سياسة السمك) قلنا فيه أن الدويلات الصغيرة ليس لها بعد انتصار الديمقراطية إلا أن تنظر (في يومها وفي غدها فتعالج ضعفها بما تعالج به الطبيعة ضعف النمل والنحل وهو التجمع والتكتل والتعاون، فيكون بين البلدان المتجاورة كدول البلطيق وأمم البلقان وشعوب الإسلام شبه ما بين الدول المتحدة في أمريكا من اتحاد السياسة الخارجية والدفاع العام والدستور المشرع والرئيس الحاكم. وإذن لا يبقى على الأرض أمة صغيرة يقوم على استعمارها النزاع، ويميل من جرائها ميزان السلامة) ثم ضربنا مثلاً باتحاد بلاد الوطن الإسلامي الأربعة عشر، وقلنا بعد أن ذكرنا الخطأ الذي قام عليه صلح (فرساي): (سيفكر الحلفاء الديمقراطيون متى جلسوا إلى مائدة الصلح فيما جنوا من (عصبة الأمم) ويقررون إذا وفقهم الله أن ينشئوا السلم العالمية الدائمة على قواعد من التركيب لا من التحليل، فيؤلفوا من الأمم الصغيرة المتقاربة في الوطن والجنس والمنفعة اتحادات مستقلة، تتحد في الرياسة والحكومة والدستور، وتشترك في الدفاع والسياسة والعمل، ثم يربطوا بين الدول العظمى والاتحادات الكبرى بروابط وثيقة من الاقتصاد العادل الذي يضمن لكل أمة سداد عوزها من خير الله وغلة الأرض. . .)

ذلك ملخص ما قلناه في ذلك المقال. ومن توارد الخواطر أننا قرأنا في عدد الهلال الذي صدر في أول يناير من سنة ١٩٤٠ صفحة ٣٥٧ أن الكاتب الصحفي الأمريكي (كلارنس سترايت) أصدر كتاباً سماه (الاتحاد الآن) دعا فيه إلى إنشاء ولايات متحدة عالمية على نسق الولايات المتحدة الأمريكية. فهو يقترح أن تتحد الدول الديمقراطية الخمس عشرة معاً ليتألف من جميع شعوبها شعب واحد له حكومة واحدة وبرلمان واحد وقوة حربية واحدة) ثم ذكر الديمقراطيات الخمس عشرة كما ذكرنا شعوب الإسلام الأربعة عشر، ثم قال: (وتحتفظ هذه الدول بملوكها ورؤسائها ووزرائها كما تبقى على لغتها وثقافتها وكتبها التاريخية وألويتها المميزة لها، وتستقل كل منها بإدارة شؤونها الداخلية. أما جيوشها وأساطيلها وسياستها الخارجية فتوحد معاً في قبضة هيئة واحدة تتخذ لها مقراً في جنيف أو أتاوا) إلى

<<  <  ج:
ص:  >  >>