للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[أشهر الكتاب الاجتماعيين العراقيين في القرن الرابع]

[الهجري]

القاضي التنوخي

للأستاذ يوسف يعقوب مسكوني

يسرني أن أبدأ لك - أيها القارئ العزيز - بسرد حياة هذا القاضي الحجة، الكبير الهمة، الشاعر الفحل، والمحقق العدل، والأديب الأريب، العالم ابن العالم ابن الحسب والنسب من آل تنوخ الكرام

أما الذين ترجموه من العصور المتأخرة، فقد رووا عنه أخباراً جميلة وعددوا مؤلفاته التي لم نحصل منها - ويا للأسف - إلا على ثلاثة: أولها كتاب (الفرج بعد الشدة)، ذلك السفر المشحون بأخبار الأولين وكلها أقاصيص وحكايات واقعية تنبئ عن المآثر التي خلدت في عز العرب والإسلام. ترجمه إلى التركية لطف الله بن حسن التوقاني المقتول سنة ٩٠٠هـ. وقد طبع الكتاب طبعتين: الأولى طبعة الهلال للمرحوم المؤرخ جورجي زيدان سنة ١٩٠٣م. والثانية طبعة المكتبة العلامية بجوار الأزهر بمصر لصاحبها عبد القادر علام سنة ١٩٣٨م. وأما ثانيها، فهو كتاب (جامع التواريخ) المسمى (نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة)، وهو أحد عشر مجلداً على ما رواه ياقوت في معجم الأدباء اشترط فيه أنه لا يضمنه شيئاً نقله من كتاب. كل مجلد له فاتحة بخطبة. وقال غرس النعمة محمد بن هلال الصابي العلامة المؤرخ المشهور: صنف أبو علي المحسن كتاب (نشوار المحاضرة) في عشرين سنة أولها سنة ستين وثلاثمائة. وقد ذيله غرس النعمة بكتاب سماه كتاب (الربيع) قال: ابتدأته سنة ثمان وستين وأربعمائة. هذا ولم يحصل عالم الطبع منه إلا على جزئين وبعض جزء ثالث. فالأول قام بطبعه المستشرق العلامة مرجليوث، وطبع الجزء الثامن منه بدمشق سنة ١٣٤٨هـ (١٩٣٠م) بإرشاد الأستاذ مرجليوث. قال بعد أن سرد ترجمة التنوخي نقلاً عن معجم الأدباء لياقوت الحموي: (وأول مجلد منه نشرناه في سنة ١٩٢١م عن نسخة في مكتبة باريس العمومية. وبذل البحاثة الشهير أحمد باشا تيمور جهده في تفسير ما ورد فيه من الغريب، فنثر ثمرات أفكاره في المجلدين الثاني والثالث من

<<  <  ج:
ص:  >  >>