مجلة مجمعنا العلمي العربي في دمشق، وقد أخبرنا أن عنده نسخة من الجزء الثاني). ونشر بعض الثالث في مجلة المجمع العلمي العربي بعد نشرها الثامن. هذا، وقد ذكره بعنوان (نشوان المحاضرة وأخبار المذاكرة) - ابن خلكان. ونقل عنه هذه اللفظة صاحب شذرات الذهب في أخبار من ذهب، لابن العماد الحنبلي في حوادث سنة ٣٨٤هـ، وهي سنة وفاة التنوخي. ونقل عنهما الحاجي خليفة في كشف الظنون تلك اللفظة، إذ وضع اسم الكتاب في مادة النون. والكتاب الثالث هو كتاب المستجاد من فعلات الأجواد، لم يذكره سوى ابن خلكان، ونقل عنه صاحب شذرات الذهب. وقد طبع الكتاب حديثاً طبعة حجرية نشره ليوبولي في شتتجارت سنة ١٩٣٩، طبقاً للمخطوطة الأصلية في ٢١٥ صفحة فيها الفهارس كاملة زيادة على ست وعشرين صفحة للمقدمة الألمانية. وقد علمت بأن نسخة خطية منه يملكها المنلا صابر بكركوك. وقد طالعت طائفة من أخباره فوجدته بديعاً لا يقل أسلوباً عن الكتب الأخرى المذكورة آنفاً والشائعة بين القراء والمتتبعين. إن أول من ترجم التنوخي على ما يستوجب سياق التاريخ هو هلال بن المحسن الصابي في تاريخ بغداد الذي وصل به تاريخ ثابت بن سنان، ثم الثعالبي صاحب يتيمة الدهر المتوفى سنة ٤٢٩هـ حيث قال عنه بعد أن تكلم عن أبيه:(هلال ذلك القمر، وغصن هاتيك الشجر، والشاهد العدل لمجد أبيه وفضله، والفرع المثيل لأصله، والنائب عنه حياته، والقائم مقامه بعد وفاته. . . وله كتاب (الفرج بعد الشدة)، وناهيك بحسنه، وإمتاع فنه وما جرى من الفأل بيمينه، لا جرم أنه سير من الأمثال، وأسرى من الخيال. . . أخبرني أبو نصر سهل بن المرزبان أنه رأى ديوان شعره ببغداد أكبر حجماً من ديوان شعر أبيه، وأن بعض العوائق حال بينه وبين تحصيله، حتى فاته واشتد الأسف عليه، ولو تقدر له استصحابه كسائر الدواوين البديعة، لكنت أتفسح في الانتخاب منه. ولكني الآن مقل من شعره، وسيقع لي ما أتكثر به، وألحق المختار منه بمكانه من هذا الباب بمشيئة الله تعالى وعونه، وفيه يقول أبو عبد الله بن الحجاج:
إذا ذكر القضاة وهم شيوخ ... تخيرت الشباب على الشيوخ
ومن لم يرض لم أصفعه إلا ... بحضرة سيدي القاضي التنوخي
وذكره بعدهما الخطيب البغدادي المتوفى سنة ٤٦٣هـ في كتابه تاريخ بغداد، عده محدثاً