للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أساتذة الجيل:]

أحمد تيمور باشا

للأستاذ محمد فهمي عبد اللطيف

(إلى الصديق الكريم، والباحث المحقق، الدكتور محمد سامي

الدهان، وفاء بما وعدته من الإفاضة في الحديث عن أولئك

الأساتذة الأماثل الذين مهدوا الطريق أمام هذا الجيل. . .)

تيمور، بفتح التاء، ويحققها بعض العلماء بالكسر، كلمة تركية ينطقها الأتراك في لغتهم دمير أو دمور، ومعناها عندهم الحديد، وكانت تستعمل لقب تمجيد في المملكة العثمانية، والولايات التابعة لها، وبها لقب السيد محمد كاشف جد الأسرة التيمورية، وأول من وفد منهم إلى مصر. . .

وأصل السيد محمد هذا من بلاد كردستان بولاية الموصل، ويذهب آل تيمور في إثبات نسبهم إلى أنهم من أصل عربي اعتماداً على ما ذكره ابن الكلبي وابن خلكان، من أن نسب الأكراد ينتهي إلى عمر مزيقياء بن عامر بن ماء السماء، أو ينتهي إلى عدنان كما ذكر بعض العلماء. على أن آل تيمور يذهبون من ناحية أخرى إلى أن جدتهم زوجة السيد محمد كاشف، وهي السيدة عائشة الصديقية، كانت كريمة السيد عبد الرحمن الاستانبولي، وهو كما يقولون شريف النسب، صريح العروبة، كان يتولى الكتابة في الديوان السلطاني للسلطان سليم الثالث، وكان السلطان يحبه ويقربه ويثق به، فلما قتل السلطان فرّ إلى مصر، وعاش في رعاية عزيزها محمد علي باشا مكرماً إلى آخر حياته. . .

ولقد كان السيد كاشف جد الأسرة التيمورية من رجال السيف، وقد جاء إلى مصر في رفقة محمد علي مع الجند الذين أرسلهم السلطان لتثبيت سلطة الخلافة العثمانية على مصر بعد خروج الفرنسيين منها واضطراب الأحوال فيها، وقد كانت بينه وبين محمد علي في أول أمرهما صداقة ومودة. فلما تم الأمر لمحمد علي باشا في الولاية على مصر، فرب إليه صاحبه القديم، وأخذ يعتمد عليه في تنفيذ خططه وتدبيراته، وقد كان ساعده في حادثة الفتك بالمماليك في مأدبة القلعة، كما كان عضده في إخماد ما كان من فتن وما قام من ثورات،

<<  <  ج:
ص:  >  >>