للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[شعراء من شعراءهم]

عدي بن زيد العبادي

- ١ -

نشأته. . . ثقافته. . . دخوله في خدمة كسرى. . . سفارته بين كسرى وقيصر. . . أبوه زيد وملك الحيرة. . . الصلة بين زيد والمنذر أبي النعمان. . . إجلال المنذر لعدي، تربية عدي النعمان الأصغر. . . العلاقات بين بيتي عدي والنعمان الأصغر.

تزوج حماد بن زيد بن أيوب بن محروف من امرأة من طيء، فأولدها ولدا أسماه زيدا. وكان حماد هذا كاتبا للملك النعمان الأكبر. وكان له صديق من الدهاقين المرازبة العظماء يقال له (فروخ ماهان) وكان الدهقان محسا إلى حماد؛ فلما حضرت حماد الوفاة أوصى بابنه زيد إلى الدهقان، فضمه الدهقان إليه مع ولده. وكان زيد حذق الكتابة العربية قبل أن يضمه الدهقان إليه، ثم علمه الدهقان الفارسية فلقنها، ثم أشار الدهقان على كسرى أن يجعل زيدا على البريد في حوائجه ومهامه، فمكث زيد يتولى ذلك لكسرى زمانا.

ثم أن النعمان الأكبر، وهو والي كسرى على الحيرة، هلك فاختلف أهل الحيرة فيمن يملكونه عليهم حتى يختار كسرى الملك الذي يريد أن يعقد له. فأشار عليهم الدهقان أن يختاروا زيد بن حماد. فكان ملكهم إلى أن عقد كسرى للمنذر بن ماء السماء: المنذر بن النعمان.

وقد تزوج زيد بن حماد نعمة بنت ثعلبة العدوية، فولدت له عديا. وولد للدهقان ولد سماه (شاهان مرد) فلما تحرك عدي وأيفع، طرحه أبوه زيد في الكتاب، حتى إذا حذق أرسله الدهقان مع أبنه إلى كتاب الفارسية، فكان يختلف إليه ويتعلم الكتابة والكلام بالفارسية حتى خرج من أفهم الناس بها، وأفصحهم بالعربية، وقال الشعر، وتعلم الرمي بالنشاب، فكان من الأساورة الرماة، وتعلم لعب العجم على الخيل بالصولجان، وغيرها.

وحين ألحق الدهقان ابنه (شاهان مرد) بالخدمة لدى كسرى، سعى ليلحق عديا بخدمة كسرى أيضا، ووصفه بأنه (أفصح الناس، وأكتبهم بالعربية والفارسية، والملك محتاج إلى مثله) فرغب كسرى فيه، وكان جميل الوجه فائق الحسن وكانت الفرس تتبرك بالجميل الوجه، فلما كلمه وجده أظرف الناس وأحضرهم جوابا، فأثبته مع ولد الدهقان.

<<  <  ج:
ص:  >  >>