من أسرار الشريعة الإسلامية السمحة، إنها تتفق مع نظام الحياة وتطورها، وإنها تصلح لجميع الأزمان والأجيال، فلا يتحرج المسلم الذي عاش في القرن الأول من أن يعيش في القرن العشرين، دون أن يجد غضاضة أو حرجاً أو أوضاعاً تباعد بينه وبين دينه. وقد امتاز الإسلام وهو الدين الذي أعزه الله بمسايرته لتطور المدنية، واتساع صدره لما في الحياة من مفاجآت، وانسجامه مع التقدم العلمي، والسمو الفكري، والإبداع الفني.
وكلما بلغ العقل البشري غايته من الكمال واتسع نطاق الأبحاث العلمية إلى حدود الإعجاز، أدرك العالم أسرار الإسلام وآمنوا بأن هذه المبادئ المحمدية السامية هي أصلح المبادئ وأكفلها لسعادة الحياة، وأقدرها على ضمان العيش الهنيء والصفو المريء، والمتاع الموفور!!
وبين يدي الآن وأنا أكتب هذه الكلمة محاضرة لعالم إيطالي جليل ألقاها في مدينة شيكاغو في موضوع تعدد الزوجات في اجتماع حضره أكثر من خمسة آلاف رجل وسيدة وقد قال في هذه المحاضرة ما نصه (إن تعدد الزوجات أصبح في هذا الوقت ضرورة من ضرورات الحياة الحديثة، وقد أضحت مسئوليات الزوجة عديد بشكل مستحيل عليها معه أن تقود بلوازمها الخاصة كامرأة وزوجة وهو الأمر الذي حال بين الأزواج وبين كثير من المتع والرغبات.
ولست أرى علاجاً لهذه المشكلة سوى أن يكون للزوج أربع زوجات يوزع العمل بينهن حسب الكفاءات ونوحي الاختصاص: فالزوجة الأولى بحكم أقدميتها تتولى تربية الأولاد، والثانية تتولى الإشراف على نظام العمل والشئون المنزلية العامة، وتقوم الثالثة بإعداد كل ما يلزم للزوج من وسائل الراحة. أما الرابعة فمهمتها الترويح والترفيه عن الزوج وملاطفته، والتفنن في إدخال السرور عليه، ومسح غبر المتاعب عن رأسه، وجعل غرفتا عشاً لغرامه، وفردوساً لأحلامه!!).
هذا هو ملخص رأي العلامة الإيطالي هيراد في محاضرته الجديدة، وقد أشارت جريدة