فقال سقراط - سأعمد الآن إلى أحد زوجي الأضداد اللذين ذكرتهما لك فأحلله، وأحلل كذلك فعليه الأوسطين، وعليك أن تحلل لي الآخر. فحالة النوم تضاد حالة اليقظة، ومن النوم تتولد اليقظة، ومن اليقظة يتولد النوم، وعملية التولد هي في إحدى الحالتين ادراك النعاس، وهي الاستيقاظ في الأخرى. أفأنت متفق معي على هذا؟
- إني جد متفق
إذن فهب أنك أخذن بهذه الطريقة نفسها تحلل لي الحياة والموت. أليس الموت يضاد الحياة؟
- نعم
- وهما متولدان: أحدهما من الآخر؟
- نعم
- ما الذي تولد من الحياة؟
- إنه الموت
- وما الذي تولد من الموت؟
- لا يسعني أن أقول في الجواب إلا أنها الحياة
- إذن يا سيبيس فالحي من الأشياء والأشخاص متولد من الميت؟
- ونتيجة ذلك إذن هي أن أرواحنا كائنة في العالم الأسفل؟
- هذا حق
- وأحد الفعلين أو التولدين ملحوظين بالعين - فلا شك أن عملية الموت ظاهرة؟
فقال - لا ريب
- أفلا يجوز أن يستنتج التولد الآخر، على أنه متمم للطبيعة التي لا يفترض بأنها تسير