رجل رأى في المنام - أيام الطاعون أن جنائز تخرج من داره على عدد من فيها، فطعن أهل الدار جميعاً غيره، فبقي ينتظر الموت ولا يشك في أنه لا حق بهم، فدخل الدار لص، فطعن فيها فمات في الدار، فأخرجت جنازته منها وسلم الرجل
(حدثنا أبو محمد) قال حدثني بعض الكتاب الخ. . .
وإن رأيت الرؤيا كلها مختلطة لا تلتئم على الأصول علمت أنها من الأضغاث فارجيتها، وإن اشتبه عليك الأمر، سألت الرجل عن ضميره في سفره إن كان رأى السفر، وفي صلاته إن كان رأى الصلاة، وفي صيده إن كان رأى الصيد، ثم قضيت بالضمير، وإن لم يكن هناك ضمير أخذت بالأسماء على ما بينت لك. وقد تختلف طبائع الناس في الرؤيا، ويجرون على عادة فيها، يعرفونها من أنفيهم، فيكون ذلك أقوى من الأصل، فتسأل عن طبع الرجل، وما جرت عليه عادته الخ. . . وإن كان الأصل طائراً الخ، وإن كان غراباً الخ. . وقيل لمن أبطأ عليك أو ذهب فلم يعد اليك: غراب نوح، وإن كان عقعقاً كان رجلاُ لا عهد له ولا حفاظ ولا دين قال الشاعر:
إلا إنما حلمتم الأمر عقعقا
وإن كان عقاباً الخ. . .
هذه فقر من المقدمة القيمة التي قدم بها الكتاب وهي تقع في أكثر من أربعين صفحة، وتأتي من بعدها أبواب الكتاب وهي ستة وأربعون باباً، فيها من نوادر الشعر وطرائف اللغة ودرر الأدب مثل ما في المقدمة، ولولا أن هذا الفصل قد طال، لاخترنا منها فقراً رويناها في (الرسالة)، والكتاب على الجملة من نقاش تراثنا العلمي، ومكانه من الخزانة العربية لا يزال خالياً لم يشغله كتاب. وإنا لنأمل له من رجال الأدب ومن الناشرين الاهتمام اللائق به