للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[في أربعين الملك الشهيد غازي]

بني قومنا!

للدكتور عبد الوهاب عزام

ممثل جامعة فؤاد الأول في حفلة التأبين التي أقيمت ببغداد

أيها السادة!

أقوم بينكم مبلّغاً رسالة الجامعة المصرية مديرها وأساتذتها وطلابها المصريين والعراقيين وغيرهم. هذه الجامعة التي شجاها ما شجا معاهد العلم بالعراق من هذا الخطب الجلَل والرزء العمم.

تشارك جامعة فؤاد الأول معاهد العلم العراقية أحزانها، وتحتمل معها آلامها، وتناشدها أن تعزي معها الأمة العربية كلها وتثبتها في مصابها؛ فإن العلم الذي يهدي الأمم طريقها وينير لها في ظلماتها، حريّ أن يثبتها في خطوبها، ويعصمها في محنها.

يا إخواننا لا أبغي إثارة الشجن فما أيسر إثارة الأشجان والمصيبة فادحة، والقلوب دامية؛ ولا أريد استدرار الدمع فما أهون استدرار الدمع والرزء جليل والنفوس باكية، ولكن أريد أن أعرب لكم باسم الجامعة المصرية أننا معكم في السراء والضراء، شركاؤكم في الشدة والرخاء، وأننا وإياكم متعاونون على العمل للمجد وعلى احتمال النوائب.

إن هذا الخطب لم يخصكم، ولا نزل بساحتكم وحدكم، ولكنه خطب العرب على اختلاف ديارهم ومذاهبهم من شرقيّ دجلة إلى بحر الظلمات، وخطب المسلمين على اختلاف أجناسهم وأقطارهم. إنه رزء العرب، وقد استقاموا على طريقتهم وأقسموا ليبلغن غايتهم، ورفعوا الراية ومضوا إلى الغاية - رزؤهم في أحد قادتهم - في ملك عربي شاب طموح استوى على عرش المنصور مبشراً بعهد الرشيد والمأمون. إنه رزء العرب والمسلمين في ملك هاشمي من أبناء فاطمة لمصرعه القيامة في مكة والمدينة، وفي بغداد دار العباسيين، ودمشق دار الأمويين، والقاهرة دار الفاطميين، وبلاد العرب والمسلمين جميعاً.

إنه لخطب عظيم؛ ولكنه ليس أعظم من عزائم هذه الأمة، ولا أكبر من كبريائها ولا أشد من أخلاقها؛ ونحن بنو الشدائد ألفتنا وألفناها، وعركتنا وعركناها.

<<  <  ج:
ص:  >  >>