يرى أندريه جيد - ويتفق معه في ذلك مارسل بروست والكاتب الايطالي بيراندللو - أن الشخصية ما هي إلا وهم زائف، وان الانسان صنيعة الظروف والاحتمالات
ومهما كن مقدار ما في هذه الآراء من الحق أو الباطل فقد كان لها الفضل الأول في تجديد القصة الأوربية لما تضمنته من تحطيم فكرة (الأخلاق الثابتة) و (النماذج الانسانية) التي كانت أساس القصة التحليلية في الأدب الغرب لتقيم على انقاضها أسس فكرة (اللاشعور) قبل العالم (فرويد) نفسه. كما أن هذه الآراء قد أبانت الأثر العظيم للغرائز الجنسية وعدم توازن العواطف في حياة الاشخاص متأثرة في ذلك بقصص الكاتب الروسي دستويفسكي
على ان ما يمتاز به اندريه جيد من كل من مارسل بروست وبيراندللو انه لا يكتفي بالنظر الى الامور نظرة العالم النفسي، بل إنه يخرج من دراسته (بقاعدة) يرى من الواجب السير عليها في الحياة: تلك القاعدة هي وجوب ان يسعى الانسان الى فهم طبيعته وإدراك حقيقة نفسه بنفسه، وما ذلك إلا بالخضوع لكل الدوافع المتنوعة مهما كانت، والتذرع بالشجاعة لتحقيق كل ما يجيش فيه من الرغبات دون اختيار، اي دون ان يقول الانسان لنفسه: هذا متفق ومع الآداب العامة، وهذا مغاير لها؛ هذا يمس الدين وهذا لا يمسه. . . الخ يجب ان يكون كل منا (كطفل ضال، وُجد دون أن تُعرف حالته المدنية، دون اوراق. . . قذفه المجهول، لا يَعرِف له ماضياً ولا قاعدة يسير عليها ولا سند يعينه، ولا ون له ولا أجداد)
أن هذه هي الوسيلة الوحيدة عند جيد لانكشاف حقيقة نفوسنا أمام أعيينا، وعندئذ نسير على هدى طبيعتنا
وفي قصته مزيفو النقود - (١٩٢٥) نرى الفتى (برنار) يخاطب القصصي (ادوار) ويسأله النصح كيف يضع قاعدة لحياته، فيجيبه ادوار قائلاً: (إن هذه القاعدة تجدها في نفسك على أن يكون قصدك السير الى التقدم. ليس عندي ما اقوله لك. إنك لا تستطيع أن