للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تعقيبات]

للأستاذ أنور المعداوي

طالبات الفلسفة بكلية الآداب وحقوق المرأة المصرية:

قرأت في (الرسالة) الغراء كلمتكم التي تدور حول (حقوق المرأة المصرية بين الأنصار والخصوم). . . لقد كانت كلمة قاسية، ولكن ماذا يضير؟ لقد علمتنا القسوة التي يرمينا بها الدهر من حين إلى حين رحابة الصدر، وهذه ميزة أخرى تفيدنا في حياتنا السياسية التي هي حياة كفاح ونضال وصبر على المكاره!

تقولون عن كلمة الأستاذ زكي عبد القادر إنها موزونة، ولست أدري ماذا يضيركم معشر الرجال أن تروا المرأة وقد أعجبت بمدح أو إطراء! أتريدون أن تخرج عن طبيعتها الوداعة ولو في أشد الشئون قسوة ومشقة؟ إن هذا لما يسري عنها ويجعلها تطمئن إلأى مستقبلها بخطى وئيدة وهو إنها بالرغم من اشتغالها بهذه الأعمال المضنية إلا أنها ما زالت محتفظة بأنوثتها الفياضة. . . إن هذا من جانبكم لا يعد حسداً بل غبطة!

ثم ذلك السؤال الذي لا تنتظرون الجواب عنه، وهو أن عدد المثقفات قليل. . مهلاً مهلاً يا سيدي الأستاذ! كم كان عدد الرجال المثقفين يوم سن القانون الانتخاب عام ١٩٢٤؟! لقد كنا نود أن يوجه إلينا السؤال بعد مضي ربع قرن آخر من تعديل قانون الانتخاب تعديلاً يلائمنا نحن معشر النساء. . . إنني لواثقة من أنه لو كان هذا العدد الموجود الآن من المثقفات وهو لا يرضيكم لقلته، أقول لو كان موجوداً يوم أن سن قانون الانتخاب لكفل المرأة وحقوقها من ربع قرن مضى! ولكن في تلك الأيام لم يكن إقبال الفتيات على كليات الجامعة كمثل إقبالهن اليوم، مما يبشر بالمضي في تحقيق هذه الغاية وإخراجها إلى حيز التنفيذ. والآن وقد أصبحت الكليات مفتوحة الأبواب للطالبات، تراهن وقد أسند إليهن ما يسند إلى الرجل من أمور يقمن بها على ما يرجى وينتظر، بعد هذا ما الذي يمنع من إعطاء المرأة حقوقها السياسية، بل وأقول كرسي الوزارة؟!

أما قولكم بأن الفتاة المصرية لا تذهب إلى الجامعة طلباً للعلم بل طلباً لزواج فما كنا ننتظر من أستاذنا هذا الكلام. . لنفرض أنه بطريق المصادفة قد لمستم بعض الأمثلة الشاذة يوم أن كنتم في الجامعة، ألا يكون من الظلم أن تخرجوا من هذه الأمثلة بقاعدة عامة تطبقونها

<<  <  ج:
ص:  >  >>