ذكرنا أن المادة مجموعة من الذرات، وأن الكهرباء مجموعة
من الذرات الكهربائية، أسماها العلماء (إلكترونات)، كتلة
الواحدة منها حوالي ٢٠٠٠١ من كتلة أخف الذرات (ذرة
الهيدروجين)، وذكرنا أدلة حسية على وجود هذه
الإلكترونات أو الجسيمات المتناهية في الصغر. من ذلك أن
المجال المغناطيسي يجذبها كما تجذبنا الكرة الأرضية، وذكرنا
أن مسار هذه
الجسيمات يدل على أن كهربائيتها سالبة. والآن نخطو بالقارئ خطوة أخرى لنحدثه في نوعي الجسيمات الكهربائية. فكما أن العناصر المادية تبدو لنا مختلفة وفق اختلاف الذرات، كذلك الكهرباء تبدو لنا مختلفة وفق نوع الذرات الكهربائية، ففي المادة - ترى مثلا - الماء المكون الأعظم لسطح الكرة الأرضية، هذا الماء الذي يروي النبات الذي عليه نعيش، وفي المادة نرى المعادن نُكوِّن بتكييفها أعظم معالم المدنية.
وفي الكهرباء نرى نوعين مختلفين من الذرات، الذرات السالبة والذرات الموجبة، والأولى تكوِّن التيار الكهربائي وقد عرفنا أنها مكونة من جسيمات صغيرة جداً تتدفق في المادة كما يتدفق النيل في بلادنا حاملاً أمطار الحبشة سر رخائنا وأصل ثروتنا، والثانية مكونة من جسيمات صغيرة جداً تساوي كتلة الواحدة منها كتلة الأولى تقريباً وشحنتها موجبة. ولقد عكف العلماء البحث عن ماهية هذه الكهرباء الموجبة دون أن يجدوا وسيلة