كنت قد فرغت منذ لحظات من تناول فطوري ودلفت إلى الشرفة. . . كان الخليج ينبسط أمامي بشطئانه الفسيحة المترامية، ولونه الأزرق الداكن، وتتألق فوق مياهه شمس متوهجة تتقد اتقاداً.
وبعد أن ثبت مقعدي بحيث أواجه مهب الريح، أخذت استمتع بالنسيم الرخي الفاتر فشعات في حنايا قلبي دواعي الغبطة والابتهاج. . .
ناولني الخادم برقية. . . وقد شعرت وأنا أتناولها منه بأنني سأجد فيها حتما ما يضايقني وينغص علي عيشي رغم أنني كنت اجهل بطبيعة الحال ما قد تتضمنه بين ثنايا سطورها. . .
صعدت زوجتي أيضاًإلى الطابق الذي كنت فيه. فقلت لها
- وصلتني برقية. . . فهل لك أن تحزري ما فيها؟. . .
- ليس لدي الوقت الكافي لحل الألغاز وفك الأحاجي. . . فضها وأنظر ما فيها. . . فضضت الغلاف فقرأت:
بحثت عنك في المدينة. . . سأتحرك في الرابعة والثلاثين. . .
تحياتي لزوجتك
(فردريك)
قلت لزوجتي
- هل تعرفينه؟. .
- كلا!. . ومن يكون فردريك هذا؟. .
لا أعلم. . . أنا أعرف شخصاً واحداً بهذا الاسم وهو ليس ممن يطيب له أن يبحث عني أويخطر له ببال أن يشخص إلى. . .