فيصيبون، ويحللون فيصدقون، ولم يتورع ذلك الخطيب، أعود فأقول لم يتورع ذلك الخطيب عن الاعتذار إلى تلك الأرملة بقوله (لقد أصبح الشعر الذي كان زوجك ملكنا نحن الذين نرسم الخطوط للمؤرخين (وأنت يا مناظري الكريم إذا تفحصت أية مجلة أدبية غربية تجد أن التأبين ليس معناه (ذكر محاسن وتعديد المناقب) كما يطيب لك أن يكون.
أنت تشك يا صاحبي في أني رسمت مع الزيات خطوطا رئيسية لمن سيتوفر على دراسة الشاعر الصديق علي محمود طه وتدعوني إلى (الاستقلال برسم خطوط للدراسة).
يحسن بي قبل أن أقول لبيك أن أسألك: ألم تكن صورة خطابي معك؟ لم لم تقارن كلامي بكلام الزيات فتطمئن بعد المقارنة إلى ما يؤيد دعواي، ويدحض ادعائي، ويزول عنك الشك أويبقى؟ ألم تسمعني أتكلم في خصومة الأدباء ومزاياها وصداقتهم ومطاويها؟ ألم تقرأ في خطابي كلاما عن (الحب) في شعر علي طه. وأنه - يرحمه الله - قد أحب مرة واحدة، وأنه صور ذلك الحب العارم في قصيدة واحدة هي كالمنارة في بحور شعاره؟ أليس في كل هذا خطوط كخطوط الزيات؟ لقد تواضعت برغم كبريائي فاستشهدت بالخطوط الرئيسية التي رسمها الزيات وسكت عن نفسي، أما كان يجدر بك أن تذكرها أنت وتنشر نتفاً منها؟ لقد سكت عن كل هذا وتشككت لماذا؟
الجواب: لأنك تعلقت بأذيال (البوهيمية) لتظهر أمام الناس معمماً بعمة خضراء وقداسة بيضاء، وجبة سوداء لتقول مع المتوقرين المستقدمين (اذكرا محاسن موتاكم) ولكن أن الشاعر لا يموت.
وأخيرا مالك يا صاحبي توهمني بأن كلمتي التي ألقيتها في ذلك (يجب أن تسطع شمسها فتحجب سائر النجوم والكواكب)؟ ثم من هم نجوم تلك الحفلة ومن هم كواكبها؟