أشكر للأستاذ محمد عبد الوهاب فايد اهتمامه وبحثه الأخير فقد اطلعت بعدد الرسالة على كلمته الشائقة بشان تحقيق الطباق بقلعة مصر القاهرة. وقوله (هذه الطباق كانت أكبر مدرسة حربية نعرفها في التاريخ وأقدمها، وقد تخرج منها آلاف من الضباط والقواد والأمراء بل الملوك، ولو جمعت أخبار هذه الجامعة الحربية لجاءت في كتاب حافل).
ولقد أردت بكلمتي في الأهرام أن أحقق غرضين: الأول إثارة البحث والاهتمام حول القلعة ومبانيها القديمة وأثرها في تاريخ مصر الإسلامي العربي. والثاني: تحقيق سم السلطان الغوري ونسبته الصحيح فقد رأينا بعض المؤرخين المتأخرين ينسبه إلى الغور بأفغانستان وهو يطلق على جبال وولاية بين هراة وغزنة كما ورد في معجم ياقوت.
أما الآن وقد انكشف فور القلعة، فيمكن التحقق من أصل هذه النسبة أو التأكد بنص تاريخي يثبت اتصال قانصوه الغوري بالغور في مستهل حياته.
ويهمنا جميعا الاهتمام بالقلعة ومبانيها وما تحويه من آثار لأنها في الواقع أكبر أثر قومي لمصر الإسلامية، ولذلك يتحتم علينا المحافظة عليها من عهد إنشائها إلى اليوم فلا يطغى عصر على عصر بل يحتفظ برونقها كاملا كما كانت في أبهى عصورها.
والذي أتمناه هو أن تسلم بأكملها إلى عهدة مصلحة الآثار الإسلامية وأن تتولاها بعنايتها بشرط أن توضع لها الوسائل الكافية حتى تتمكن من إعادة مبانيها وأبراجها إلى ما كانت عليه وأن تعيد أجزاء منها تمثل العهد الأيوبي. والعهود المملوكة ثم عصور آل عثمان والعهد العلوي.
لقد آلمني ما رأيت من قيام حائط مستحدث لم ير الموكلون بعمله سوى طفراء لأحد ملوك مصر القدماء لكي يقيموا حائطهم أمامه فأخفوا الكتابة وتكسرت أجزاء منها وهذا ما أخشى أن يتكرر.
إلا ترى وقد تعددت المعسكرات والمباني والثكنات أننا في حاجة إلى إخلاء القلعة من جنود الجيش وورش وزارة الدفاع حتى يخلو الجو لأهل البحث والعلم، وحتى ندرس برامج إعادة القلعة إلى سابق مجدها.