للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الحديث ذو شجون]

للدكتور زكي مبارك

فرصة ذهبية لاختبار العزائم والأخلاق - قسم اللغة العربية

بكلية الآداب - أدفع الثمن يا جاحد - الموت في الرؤيا حياة

- إلى جيراني أوجه القول - تحية عراقية.

فرصة. . .

هي فرصة ذهبية لاختبار العزائم والأخلاق فاغتنموها قبل أن تفوت

وما تلك الفرصة؟ هي فرصة التنبه الشديد الذي يلازم النفوس والعقول عند اشتداد المكاره والمحرجات. ولا موجب للتذكير بما نعاني في هذه الأيام (البيض) وإنما الواجب هو التذكير بالقيمة الصحيحة لأمثال هذه الأيام في تأريث المشاعر والقلوب، فهي عندي أصلح الأيام للنضال في الميادين الأدبية والاجتماعية - بغض النظر عن الميادين السياسية - والرجل الذي يتبلد في هذه الأيام بحيث يقضي أوقاته في مضغ الحديث المعاد، هو رجل لا يصلح لشيء، وهو بمسلكه البليد يشهد على نفسه بفتور العزيمة وضعف الأخلاق

حين يأتي النذير بأن العالم معرض للدمار والهلاك - لا قدر الله ولا سمح! - ينقسم الناس إلى فريقين: فريق يسارع إلى انتهاب اللذات ليأخذ منها حظه قبل أن يموت، وفريق يستبق لي الأعمال الجدية ليواجه الموت وهو على أشرف حال، فإلى أي الفريقين تميلون، يا قرائي؟

كونوا كيف شئتم، ولكن المهم هو تذكيركم بأن الساعة من هذه الأيام قد تساوي سنوات بفضل ما فيها من التنبه والتيقظ، وبفضل ما تصنع في إرهاف عزائمنا وقلوبنا، وتلك فرص لا تسنح في كل يوم، فاغتنموها قبل أن تفوت، ثم اغتنموها قبل أن تفوت

لو كنا في حرب لدعوت نفسي ودعوتكم إلى الاستشهاد في سبيل الوطن الغالي، ولكن مصر لم تقرر إعلان الحرب، فلم يبق إلا أن ننتفع بالفرصة التي أتيحت بسبب تعرضنا لأخطار الحرب، بلا بغى منا ولا عدوان

والفرصة هي تلك اليقظة العقلية والروحية، اليقظة التي محت جميع الغفوات، وصيرت

<<  <  ج:
ص:  >  >>