للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[في إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب]

للأستاذ محمد إسعاف النشاشيبي

- ١٢ -

* ج ١٦ ص ١٩٨:

وإذا بلوتُ طباعه ... فالماء يشرب وهو عَذْب

وقصارى وصفي أنه ... فيما أحب كما أحبْ

قلت: (فالماء يشرب وهو عذب) ليكون الضرب مرفلاً، لأن الضرب في البيت الثاني لا يجئ بالسكون - إن فرض أن (أحب وأحب) ماضيان - إلا من الصحيح، فيختلف الضربان. والفعلان إنما هما هنا مضارعان: (فيما أحب كم أحب) فالشاعر يصف حال صاحبه كما يراها هو، ولا يقصد ما يشاكل معنى القائل (كأنك قد خلقت كما تشاء).

و (قصارى) في البيت هي (قصار) لأجل الوزن، واللفظتان بمعنى واحد، ومثلهما (قصرك وقصيراك). وقد جاءت (قصار) في كلام مأثور مشهور مظلم النسبة.

قال الزمخشري في شرح مقاماته: ومن توقيعات عبد الله بن ظاهر فيما سمعته من أبي: (غرك عزك، فصار قصار ذلك ذلك، فأخش فاحش فعلك، فلعلك بهذا تهدأ).

وقال ابن خلكان في الوفيات: كتب إلى عضد الدولة أبو منصور أفتكين التركي متولي دمشق كتاباً مضمونه أن الشام قد صفا وصار في يدي، وزال عنه حكم صاحب مصر، وأن قويتني بالأموال والعدد حاربت القوم في مستقرهم. فكتب عضد الدولة جوابه هذه الكلمات وهي متشابه في الخط لا تقرأ إلا بعد الشكل والنقط والضبط وهي (غرك الخ) ولقد أبدع فيها كل الإبداع.

وفي (التاج): وروي عن علي (رضي الله عنه) أنه كتب إلى معاوية: (غرك الخ) وهي رسالة تصحيفية غريبة في بابها.

* ج ١ ص ٤٦: وأطوف على مصنف فيهم يشفي العليل، ويداوي لوعة الغليل.

قلت: عندي أن الأصل: (يشفي العليل، ويروي الغليل) أو يروي غلة الغليل.

والغليل العطشان، والغليل حرارة العطش مثل الغلة. في اللسان: الغل والغلة والغلل والغليل كله شدة العطش قل أو كثر. رجل مغلول وغليل ومغتل بين الغلة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>