للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

حكمة سليمان:

إلى صديقي الأستاذ العقاد المحترم

في التوراة مطارق كثيرة لتكبر جماجم الصهيونيين الأنذال

في الإصحاح الثالث من صفر الملوك الأول قصة فحواها أن امرأتين وقفتا بين يدي الملك سليمان تتنازعان طفلا فقالت الأولى أني وهذه المرأة نسكن في بيت واحد، وقد ولدت كل منا ولداً، وفي هذا الصباح صحوت فإذا الطفل الذي على ذراعي ميت، وإذا هو أبن هذه المرأة، ورأيت ابني على ذراعها. وأنما الطفل أبنها مات لأنها أضجعت عليه. وقامت وسرقت أبني وادعته لنفسها، فالطفل الميت هو طفلها، والحي طفلي. وأنكرت المرأة الأخرى هذا الكلام وقالت بل الحي هو طفلي.

فقال الملك سليمان أتوني بسيف. فآتوه بسيف. فقال: اشطروا هذا الطفل شطرين وأعطوا كلا من المرأتين شطراً. فصاحت الأولى: رحماك يا سيدي الملك! لا تشطروه! أعطوه كله لها. وقالت الأخرى: بل أشطره وأعطوني نصفه! فقال سليمان الملك: أعطوه للأولى فهي أمه.

فلما سمع جميع إسرائيل بهذا الحكم خافوا سليمان لأنهم رأوا حكمة الله فيه لإجراء الحكم.

فأين سليمان يحكم بقضية فلسطين؟!

هيئة الأمم قطيع غنم يرعاه ذئاب؟

ومجلس الأمن جمعية لصوص متآمرين!

فما بقي إلا محكمة العدل في لاهاي. . . فهل فيها سليمان؟ أجل، فيها البدوي باشا رئيسها، وهو مصري عربي.

ولكن، ألا تنبت هناك رؤوس أفاعي الصهيونية؟ أو عبيد الصهيونية مثل ترومان؟!

قضية فلسطين أوضح من قضية المرأتين المتنازعتي الطفل! الصهيونيون يقولون: اشطروا فلسطين شطرين: لنا شطر وللعرب شطر!!!

والعرب يقولون: لا تشطروها هي لسكانها المقيمين فيها. . عرب ويهود على السواء!

فأين سليمان يحكم؟ هل يتقمص في برنادوت؟!!

<<  <  ج:
ص:  >  >>