للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[أين أنت يا مصطفى كامل؟!]

رد عار ٤ فبراير بمثل ما رددت عار دنشواي

للأستاذ سيد قطب

(إذا لم أعلم قبل الساعة السادسة مساء أن النحاس باشا قد دعي لتأليف وزارة. فإن الملك فاروق يجب أن يتحمل تبعة ما يحدث).

(لورد كيلرن ٤ فبراير سنة ١٩٤٢)

هذه المجلة ليست مجلة حزب من الأحزاب، إنما هي مجلة المثقفين من المصريين خاصة ومن العرب عامة؛ فهي بهذا ترتفع على الأحزاب، وتتوجه بجهودها إلى معنى أخلد وأسمى

وهذا القلم ليس لحزب من الأحزاب، فقد بات صاحبه لا يرى في الأحزاب إلا أقزاماً بعد ما خلا الميدان من كل جبار؛ فهو بهذا يتوجه إلى وجه مصر الخالد وهي أخلد وأسمى.

لقد أميط اللثام منذ أسبوعين عن أشنع مأساة لقيتها مصر في تاريخها القديم والحديث، المأساة التي داست كرامة كل فرد، ومست شرف كل مواطن، وأذلت كبرياء كل كريم، ومرغت في الوحل تاريخ المصريين. . .

المأساة التي كشفت الستار عن الضمير البريطاني فإذا هو ضمير لا يصح الارتكان إليه، ولا تجوز الثقة به ولا يؤمن التعاقد معه، لأن الأقوياء يستطيعون في لحظة واحدة أن ينقضوا كل ما أبرموا، وذلك الضمير هادئ مستريح!!

ولا أحب أن أسترسل في التنديد بهذه المأساة، فسرد حوادثها وحده يكفي، وهو أشنع وأدمى من كل تعليق

وهاهو ذا نقلا عن (أخبار اليوم)؟

(في يوم ٤ فبراير سنة ١٩٤٢ اعتدى الإنجليز على استقلال مصر أشنع اعتداء، فأحطت الدبابات الإنجليزية بقصر عابدين وصوبت إليه مدافعها، وحوصر قصر الملك فاروق بألوف الجنود البريطانيين وهم في ملابس الميدان. . وتقدمت دبابة إنجليزية فحطمت الباب الملكي ودخلت حرم القصر. . ودخلت وراءها سيارة تحمل اللورد كيلرن السفير البريطاني، والجنرال ستون قائد القوات البريطانية في مصر

(حدث كل هذا في الساعة التاسعة مساء في الظلام الدامس لأن الجرائم عادة لا ترتكب إلا

<<  <  ج:
ص:  >  >>