للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[١ - أغنية الرياح الأربع]

لشاعر اللذة والجمال علي محمود طه

للأستاذ دريني خشبة

هكذا أصبح الشاعر المبدع (علي محمود طه) أغنية في فم الجيل الجديد. وهكذا أصبح شعره إحدى أناشيد مصر الحديثة التي تهتف بها في جنات الجمال، وتتغناها في بساتين الحب، وتغازل بها روح الفن، وتحفز بموسيقاها همم الشباب، وتعطر بأريجها أجواء المجتمع، وتثبت بها شخصيتها في دنيا الشعر العالمي

انتظروا يا أصدقائي الشعراء!

انتظروا. فو الله إني لأعرف لكل منكم فضله، ومسجل، إن عشت لكل من بلابلكم يده، وما بدأت إلا بواحد منكم كنت أنتظر أن يفي بوعده الذي وعد منذ سنوات عشر حتى أنجزه، وأرجو أن يأخذ قي إنجازه إلى ما يشاء الله

أما كيف أنه وعد وعداً ولم ينجزه إلا بعد سنوات عشر، فمرجعه إلى وفاة شوقي أمير الشعراء رحمه الله وغفر له، وذلك أنه كان قد ألقى قصيدة من نظمه في رثاء الشاعر الخالد، في حفلة أقامتها ممثلة الشوقيات الأولى (السيدة فاطمة رشدي) في يناير سنة ١٩٣٣، يقول فيها الأبيات التالية التي علقت بذاكرتي طول هذه السنوات العشر:

أيها المسرح الحزين عزاَء ... قد فقدت الغداة أقوى دعامهْ

ذهب الشاعر الذي كنت تستو ... حي وتستلهم الخلود كلامهْ

واهب الفن قلبه وقواه ... ومصافيه ودَّه وهيامهْ

رب ليل بجانبيك شهدنا ... قصة الدهر روعة وفخامهْ

أسفر الشعر عن روائعه في ... ها وألقى عن الخفاء لثامهْ

فأعد عهده، وأحي ليا ... ليه، وجدد على المدى أيامهْ

(ولك اليوم همة في شباب ... ملئوا العصر قوة وهَمامهْ)

نزلوا ساحه يشيدون للمج ... د وشقوا إلى الحياة زحامه

فاذكروا نهضة البيان بأرض ... أطلعت في سمائها أعلامه

إنها أمة تغار على الف ... ن وترعى عهوده وذمامه

<<  <  ج:
ص:  >  >>