للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[مأساة من سوفوكليس]

٢ - أنتيجونى

للأستاذ دريني خشبة

- ٤ -

(يدخل أحد الحراس مفزعا)

- (مولاي! مولاي! أ. . . أ. . . أنفاسي تتقطع يا مولاي! أفكاري مشتتة! لقد أوشكت ألا احمل النبأ العظيم! يا للهول، يا للهول!)

- (تكلم أيها الحارس، ما ورائك! تكلم!. . . ماذا تخشى؟)

- (الجثة يا مولاي! لقد هيل عليها الثرى. . . و. . . دفنت! وأديت لها كل شعائر الآلهة! أما من صنع هذا. . ف. . . لا ندري. . . لقد لاذ بالفرار! فر دون أن يراه أحد!

- (ها. . .!! الجسور الذي صنع كل هذا!. . .

- (لا ادري! انه لم يترك ورائه أثراً يعرف به! ونحن أيضاً لم نعرف ما تم حتى أيقظتنا آراد الصباح المنبعثة من أعين الشرق! لقد فزع الحراس، واقترعوا على من يبلغ مولاي! فيا لشقوتي ويا لتعاستي! لقد وقعت القرعة علي. . . وهل أشأم من حامل أخبار الشؤم!؟)

- الحورس: (مولاي! إنها قوة سماوية مقدسة لابد! هي التي صنعت كل هذا!

- الملك: (أية قوة سماوية يا أحيمق؟! إصمت! أية آلهة تزعم إنها توقر النذل الخائن الجبان! إنك تضرم غضبي وتؤجج لظى السخط في أعماقي! ويلكم أيها الحراس الأنجاس! بل أنا اعرف من أين وصلتكم الرِّشى فغضضتم الطرف عن إجرام المجرمين! النقود! دائماً النقود. . .! تعاويذ السحر، والرقى التي تذهب بالألباب! ليس مثلها في إفساد ضمائر الأمم، وتدنيس كرامات الشعوب! ولكن لا. . .! فأما تأتونني بالمجرمين مصفدين في الأغلال، وإلا فالشنق ايسر عقوبة تستأهلونها! أيها اللؤماء! يا عبدة الذهب)

- (إذن!. . . أ. . . أيسمح لي مولاي بكلمة؟ أم انقلب على وجهي؟)

- (بل كلمات. . . تكلم!. . . أضرم نيران السخط عسى أن تحرقك؟)

- (أنا على الأقل. . . لست صاحب ذلك الوزر!)

<<  <  ج:
ص:  >  >>