للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[نظرية كونفوشيوس الدينية]

للأستاذ أبو بكر هوغانجين الصيني

(بقية ما نشر في العدد الماضي)

وكان يعيب على من قدم القرابين إلى أرواح غير آبائه. يقول في الفصل الثاني من كتاب الحوار:

(من قدم القرابين إلى الأرواح التي لا تستحقها فهو متملق، ومن رأى الصالحات ولم يعملها فهو جبان). وكان يقدم الآلهة والأرواح على نفسه ويفاخر بمن عمل بهذا المبدأ. يقول في الفصل الثامن من الكتاب:

(ما عرفت في الملك يو مثلبة فإنه كان يتناول من لمطعم والمشرب الشيء البسيط ويقدم إلى الأرواح والآلهة ما هو في غاية اللذة، وكانت بذلته ثياباً أخلاقاً وكانت ملابسه الخاصة بالشعائر والطقوس في غاية الجمال، وكان يسكن في بيت حقير ويبذل قصارى جهده في حفر الترع والخنادق. ما عرفت فيه مثلبة.

لكن كونفوشيوس لا يحب أن يتملق الإنسان أرواح الأموات والآلهة بكثرة القرابين وشدة التقرب إليها بل يجب الابتعاد عنها:

(سأل فان جيه أحد تلاميذه عن الحكمة فقال له الأستاذ: الحكمة هي القيام بالواجبات للمجتمع الإنساني والاحترام لأرواح الموتى والآلهة مع الابتعاد عنها). السادس من الكتاب.

وكان يرى تقديس الآلهة بالإخلاص والامتثال لأوامرها بالتحلي بالفضائل والاجتناب عن نواهيها بالتخلي عن الرذائل:

(لما اشتد مرض الأستاذ طلب منه تسن لو (أحد تلاميذه) أن يسترحم له الآلهة فقال الأستاذ هل في ذلك أصل؟ فأجابه: نعم، لقد ذكر في كتاب التكهن القديم: (أسترحم لك آلهة السماء والأرض. قال الأستاذ: لقد استرحمت منذ زمن بعيد) أي بالفضائل والآداب التي يتخلق بها (السابع من الكتاب).

وكان يرى احترام الموتى كاحترام الأحياء بل احترام الأحياء أوجب وألزم من احترام الأموات:

(سأل جي لو (أحد تلاميذه) عن خدمة أرواح الموتى فقال له الأستاذ: لم نقدر على خدمة

<<  <  ج:
ص:  >  >>