الأحياء فكيف نقدر على خدمة الأموال؟ وقال جي لو: أسال حضرتك مجترئاً عن الممات. قال الأستاذ: لم نعلم الحياة فكيف نعلم الممات؟) الحادي عشر من الكتاب.
٥ - نظرية كونفوشيوس في الآله الأعلى: السماء:
يحكي كونفوشيوس عن نفسه أنه يعرف قضاء الله وقدره وهو ابن خمسين (الفصل الثاني من كتاب الحوار) فكانت أعماله حينئذ لا تخرج عن أوامر الله وحدوده أبداً، وكان يقدسه أعظم تقديس ويتقيه أشد تقوى، وكان يتخلق بأخلاقه ويمثل صفاته في حركاته وسكناته، وكان الله مثلا أعلى في أعماله في حياته، وكان كل تعاليمه مبنية على معرفته في السماء معرفة تامة واعتقاده فيها اعتقاداً جازماً ما كان يتصدى لتعليم الناس ونشر الحق في العالم، فالله مصدر علمه وغايته الأسمى:
(قال الأستاذ: أريد ألا أتكلم، قال تس كونغ. إن لم تكلم حضرتك فإذا نروى عنك نحن معشر التلاميذ؟ قال: هل تتكلم السماء، إنما تعاقب الفصول الأربعة وتنشأ الأشياء متوالية ماذا تقول السماء؟) السابع عشر من الكتاب.
(قال الأستاذ: والهفاه! لا يعرفني أحد. فقال تس كونغ: ماذا تعني حضرتك بعدم معرفة أحد لك؟ قال الأستاذ: لا أتذمر من السماء ولا أتفجر بالناس وإنما أدرس الأمور السلفية لأصل بها إلى الأمور العلوية لعل الذي يعرفني هو السماء!) الرابع عشر منه.
يسعى الفيلسوف كونفوشيوس لتعليم الناس وهو يعلم أنه لا يعرفه إلا الله فلا يجزع ولا يغضب إذا قامت العراقيل في نشر الحق ولا يتأخر في ذلك ما دام الله معه.
تأسف كونفوشيوس كثيرا جداً حينما توفى بين يون نابغة تلاميذه يقول: وا أسفاه لقد توفتني السماء! لقد توفتني السماء! وإنما قال ذلك لأن الحق قد فقد أحد ناصريه وأشد دعاته وأقوى ناشريه وأصدق عامليه لكنه يستسلم لقضاء الله وقدره لا يجزع ولا يفزع يقول في الفصل العشرين من كتاب الحوار:
(من لم يعلم القضاء والقدر يمكن أن يصبح رجلا كامل الخلق).
(يقول تسي هسيا: إنني قد سمعت أن الحياة والممات كلها بالقضاء والقدر، والمال والجاه كلها في يد السماء). الثاني عشر من الكتاب.
يعتقد كونفوشيوس بوجود الله القادر المريد الذي قدر الأشياء في الدنيا لا بغيرها إلا هو: